الأربعاء، 6 يوليو 2011

زواج علي الطريقة الأمريكية من بريد الجمعة






زواج علي الطريقة الأمريكية







أنا شاب عمري‏33‏ سنة‏,‏ مقيم في الولايات المتحدة منذ‏10‏ سنوات تقريبا‏,‏ بعد تخرجي في كلية الهندسة في مصر‏,‏ سافرت لأمريكا لتكوين نفسي‏,‏

بعد نحو عام من قدومي تعرفت علي فتاة تركية مسلمة عن طريق مشروع صغير كنت قد بدأته, ومن خلاله أصبحنا نتقابل بشكل يومي تقريبا ونمت بيننا مشاعر تحولت تدريجيا إلي مشاعر حب, أعجبني فيها أنها عالية التربية, كريمة, يعتمد عليها ومحبوبة من عائلتها وأصدقائها وأنها ليست متأثرة بالمجتمع الأمريكي بل لها تقاليد وعادات قريبة من عاداتنا إن لم تكن أكثر حرصا ومن ذلك مثلا الوقوف عند دخول الأب وتقبيل يده.

عائلة الفتاة ميسورة الحال, لديها أخان يعيشان في أمريكا ولدي كل منهما معرض سيارات, وهم يتقابلون دائما ومتقاربون.
أيضا من الأمور التي دلت علي شهامتها أنها تعرفت علي فتاة سورية كانت تدرس معها في الجامعة, هذه الفتاة طردها أخوها لأن زوجته لا تريدها أن تعيش معها, فقامت فتاتي باستضافتها والتكفل بها في جميع شئونها ولم تطلب منها أبدا أن تعمل أو ترجع لبلدها واقنعت والديها بأن يعتبروها فردا من العائلة..

ظلت علاقتنا مستمرة نحو5 أعوام, قامت هي بفتح محل صغير في أحد المولات التجارية, فهي شغوفة دائما بعمل بيزنس مثل أبيها, وأخويها, وكنت أنا بجانبها طوال الوقت, أعمل معها في هذا المحل, وأراها كل يوم لهذا السبب.

في خلال هذه السنوات كان يحدث بيننا العديد من المشكلات, والسبب هو اختلاف الطبائع, فهي قوية الشخصية, لا تقبل أن تؤمر أو تخضع لرأي أحد حتي لو كان أخاها الأكبر وتفعل ما تراه من وجهة نظرها صوابا فقط الوحيد الذي تسمع له هو أبوها تقريبا, أما السبب الثاني فهو انها سريعة الغضب وعندما تغضب فإنها قد تقول أي شيء, قد تصرخ في وجهي في الشارع أمام الناس, أو تسيء الي بالكلام الجارح, يعني بالمختصر ليس لديها خطوط حمراء لا تتعداها عندما تغضب, وهي لا تتأسف بعد ذلك, لكنها تنتظر أن أصالحها لأنني من أغضبها, ليست هذه حالة منفردة أو موقفا واحدا, انما في خلال5 أعوام لن أبالغ في القول أن هذا السيناريو تكرر مئات المرات.. أنا شخص صعب إغضابه, واتحكم في كلامي جيدا, فلا أرد اساءتها بالمثل, ولا صياح بصياح, ودائما أنا الذي أرضيها بعد ذلك, لكن في بعض المرات لا أقبل الكلام الذي قالته لي, وأري انه لا يمكن التجاوز عنه, ونظل لانتحدث فترات طويلة, ثم يغلبني حبي لها والتمس لها الأعذار, وأكلمها وهكذا. أكثر مرة ابتعدنا عن بعضنا كانت9 أشهر, حاولت فيها أن أفتح محلا صغيرا أيضا في أحد المولات, وتقابلنا بالمصادفة يوما وعادت الأمور الي مجاريها.

حدثت لي مشكلات في فترة من الفترات, وقفت بجانبي ولم تتخل عني( مع اننا كنا متخاصمين وقتها) ولم أنس لها هذا الموقف.

وظللت أبحث عن عمل الي ان ساعدني أحد أصدقائي في العمل معه في معرض سيارات كبير, في هذه الفترة كان أهل فتاتي قادمين من تركيا, وكان يجب اخذ قرار بالتقدم لها, كنت مترددا للأسباب التالية: أولا يجب ان أوافق علي شرطها أن صديقتها السورية ستعيش معنا فهي لن تتخلي عنها وتتركها وتفضل نفسها لتتزوج, فإما أن أقبل وإما لن نستطيع ان نتزوج حتي تتزوج صديقتها السورية أولا.

ثانيا: الاختلافات بيننا وكثرة الخلافات التي كانت تحدث كما بينت سابقا, فهي قوية الشخصية سريعة الغضب لا تقبل الأمر وأنا اريد الزوجة المطيعة الهادئة الرقيقة التي تسمع الكلام ايضا أنا أريد القوامة, وأنا ظروفي خاصة في هذا البلد محدودة وهي من أسرة غنية ومعتادة علي مستوي معين بين أقاربها وزوجات اخوتها, وأخيرا اختلاف اللغة وصعوبة تفاهم الأهل( أهلها لا يتحدثون الانجليزية وأهلي في مصر لا يتحدثون التركية).

بعد فترة التردد حسمت الأمر بالتقدم لها لأني أحبها وأعلم أنها تحبني خاصة أن بعد هذه الـ5 سنوات وكل هذه المشاحنات دائما ما كان حبنا يغلبنا.

أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة, لكن كان يجب أن أوضح ظروف ما قبل الزواج لكي تقدروا علي الحكم الواعي علي مشكلة ما بعد الزواج.

أنا الآن متزوج من3 سنوات, وحائر بين أن أطلق أو لا بالرغم من أني مازلت أحب زوجتي, لكني غير سعيد معها ولا من حياتي بهذه الطريقة بشكل عام.

أولا, كان الاتفاق أنه بعد الزواج نعيش في شقة زوجتي التي اعتادت عليها وهي في منطقة راقية والتي اشتراها باسمها حماي, كما أنه بهذه الطريقة لن تتضرر من العيش في منزل أقل مستوي بسبب أنها تزوجت من تحب وهو ليس غنيا ليشتري لها منزلا في نفس المستوي, وكانت تقول لي لو كان والدك هو الذي اشتري لنا هذا المنزل فهل كنت سترفض؟ أليس والدي مثل والدك؟

بعد عام تقريبا من الزواج عرض حماي أن يفتح معرض سيارات كما فتح لشقيقي زوجتي وأن أقوم أنا بمباشرته بمساعدة أخيها ـ أحب أن أقول ان حماي وحماتي يحبانني وهما شخصان جميلان, وقد وافقا علي ان يزوجاني ابنتيهما بدون شروط أو حتي أن يريا عائلتي, فقط لأنني أصلي فرائضي, وحماي رجل مثقف ومتدين وأنا أحترمه كثيرا ـ وقالت لي زوجتي نفس الشيء, لو كان والدك هو الذي عرض المعرض فهل ستكون عندك حساسية؟ اليس هذا أفضل لمستقبلنا؟

ووافقت وتركت عملي في معرض السيارات, وبدأت أباشر معرض حماي, وكان الاتفاق أن آخذ ما نحتاجه والباقي من أجل العائلة. لم تتغير طبائع زوجتي فكانت مثل قبل الزواج, وكنا نتشاجر علي الأقل مرة أو اثنتين في الشهر, وكنت أنا دائما من يتنازل وعندما أصالحها يعود الوئام بيننا.

بمرور الوقت أصبحت أشعر اني من يتنازل دائما, فهي تري أنها دائما علي حق, أصبحت أشياء كثيرة تزعجني لكني أتركها بداخلي.

عندما كنا نزور صديقات زوجتي المتزوجات أو حتي اخوتها كنت أحس اني أجنبي, لا أفهم ما يقولون, لا اشاركهم الحديث, احيانا يتكلمون الانجليزية لكي أفهم أو يسألون شيئا عندما يلحظون صمتي, لكن يعودون للحديث معها بالتركية مجددا, وكان هذا يجعلني أبدو منطويا مع اني متكلم جيد, لم يكن لي هنا عائلة بل وصديق واحد أعزب لم ترد زوجتي ان يأتي الي البيت كما عودهم أبوهم, فكانت حياتي في العمل مع أخيها, بحساسيته وفي البيت مع صديقتها السورية وعندما نزور اخويها أو يأتون لنا. كنت أشعر بالراحة فقط مع زوجتي, عندما نكون وحدنا, أو عندما نخرج يوم الأحد معا, فأكون علي طبيعتي وقتها فقط.
أصبحت لا أحس بالاستقرار النفسي ولا العاطفي, لا أحس أن هذا البيت هو بيتي الذي تعبت لأشتريه, ولا أحس بالراحة فيه, بل أحس أني زائر فيه أو ضيف, ولست علي راحتي مع وجود امرأة أجنبية تعيش معنا فيه, ولا الاستقرار العاطفي بكثرة الخلافات التي كلما تحدث تتخطي فيها زوجتي حدود الأدب والاحترام ويبدأ الحديث عن الطلاق والفراق.

ولا أحس اني حققت ذاتي في عملي, فأنا دائما كنت أري نفسي سأحقق شيئا في المستقبل, ودائما ما أردت الاعتماد علي نفسي في تحقيقه دون مساعدة, وأنا قادر علي ذلك بمشيئة الله.. لكن ها أنا أعمل في معرض سيارات حماي, وحساسيات الاخوة عندما يقولون يجب أن تفعل هذا أو هذا خطأ, وأصبحت بعيدا تمام البعد عن حلم الهندسة أو غيره, وأسأل نفسي دوما هل يجب ان أرضي لارتاح؟ اليس هناك ناس يعملون أي عمل شريف ليدفعوا فقط المصاريف التي عليهم؟ علي الأقل أنا ليس لدي مشكلة مادية؟

ثانيا: أصبحت أنظر للنساء خارج البيت, فزوجتي عمرها33 عاما وهي جميلة ولكن بعد الزواج زاد وزنها لـ90 كيلو, وقد حاولت بطريقة غير مباشرة ان اقنعها ان تذهب معي الي الـGYM بدون أن أجرحها بأن أقول لها اني لا أحب السمنة ولكنها لا تحب أن تبذل مجهودا كما انها مدخنة وأنا أكره التدخين, وأقول لها بعد أن اتي الي المنزل عساك ان تغسلي اسنانك لكي أقبلك, دائما أقول لها كلام الغزل وانها اجمل امرأة في عيني.. وانا فعلا أحبها, واراها كـابنتي لا يوجد انجذاب كبير في العلاقة الحميمة.

ثالثا: ليس لدينا أولاد, زوجتي تقول انها لا تريد أولاد لانها لا تقدر علي تربيتهم فهي انهكت برعايتها لصديقتها طول هذه السنين كما أنها قد رعت شقيقيها الصغيرين عندما كانا يدرسان في أمريكا, وأنا كنت أقول لها لا تقولي هذا عندما يأتي الأطفال ستتغير رؤيتك, يجب ألا نقول من الآن مثل هذا الكلام, لكن بمرور الوقت أصبحت أري اني لو أنجبت منها فستكون هذه القاضية وستكون هذه حياتي للأبد, وكيف أنجب وأنا لا أحس بالاستقرار في زواجي؟

رابعا: الانصهار العائلي شبه معدوم, فأنا أتخيل لو سافرت تركيا كيف يكون حالي إذا كان هذا حالي هنا؟ وإذا تقابلت عائلتانا؟ وإذا انجبنا أطفالا؟ كيف سيربون؟ هل سأكون قادرا علي التأثير عليهم أو سيتأثرون بثقافة أمهم؟ ايضا أود أن أوضح اني قد حاولت الاصلاح بالكلام الحلو, بالهجر, وفي إحدي المشاجرات قلت لها إني اختنقت من صديقتها, من العمل الذي لاأحقق فيه ذاتي, مما أدي الي زيادة المشكلة وقتها, بعدها عندما صالحتها قالت لي افعل ما تريد لكني أعلم كما تعلم هي انني لا أقدر ان اتخلي عن معرض العائلة واقول لهم سأبحث عن عمل واني لا اقدر ما فعلوه ولا أهتم بمستقبل ابنتهم.. كما انه ليس بيدي شيء في موضوع صديقتها.

لو كان كلامي هذا بعد6 أشهر من الزواج قد تقولون لي اصبر فقد تغير وجهة نظرك, لكني أكتب اليكم بعد3 أعوام, وليست هذه المرة الأولي التي أجد نفسي فيها حائرا في أن أطلق زوجتي واترك هذه المعيشة وأبدأ البحث عما أريد في حياتي فبعد كل مشاجرة تخرج عن الأدب خاصة في العامين الاخيرين, اجد نفسي وكأني قد فقت من البنج واري كل هذه الاشياء, لكن فكرة الطلاق صعبة جدا خاصة مع وجود الحب والعشرة أو عندما أري زوجتي وتصعب علي فكرة ان اهدم علاقة8 سنين وأبدأ من الصفر, من الصفر في الزواج ومن الصفر في العمل.

ولكن ما النتيجة؟ ها أنا مازلت غير سعيد, غير مستقر, أسوأ مما كنت, ومازلت أفكر أطلقها أم لا؟
أرجو النصيحة: واعتذر علي طول رسالتي






سيدي.. أراك تقف في منطقة وسطي ما بين قرارين, الطلاق أو الاستمرار, وكأنك تحتاج الي رأي يغلب أحد الاختيارين ويحمل المسئولية عنك حتي يرتاح ضميرك.

لقد تزوجت وأنت تري كل عيوب شريكة حياتك قبل مزاياها, لم تفاجأ بشيء, هي نفسها المحبة, الكريمة, الشهمة, الملتزمة, وسليطة اللسان عنذ الغضب, تختلفان قبل وبعد الزواج ـ وانت الذي تصالح, بل ما زاد بعد الزواج كان لصالحها, احتوتك في بيتها, أهلها أكرموك ووفروا لك عملا ومعاملة حسنة, أقصد انها لم تتغير, أنت الذي تغيرت, وأسئلة ما بعد الزواج هي نفسها ما قبله, ولكنك تطرحها الآن بعد ان زاد وزنها واكتشفت انك لم تحقق ما كنت تصبو اليه.. تعيش فقط من عملك ولا توفر منه شيئا, وحقيقة لا أعرف اذا كنت تريد ان تبحث عن ذاتك وتحققها أم ان زواجك كان صفقة لم تحقق نتائجها كما توقعت.

سيدي.. اغفر لي ظنوني, لقد سافرت امريكا باحثا عن فرصة للعمل والنجاح, فوجدتها في تلك الفتاة, أهملت طموحك وفرطت في قوامتك باسم الحب.. قبلت ما لا تقبله الآن.. استكنت الي الحب كمبرر للتجاوز عما لا يعجبك, وتتشبث به الآن اذا قررت الاستمرار متحايلا علي واقع غير صحي.

سيدي.. اقترح ان تمنح نفسك وزوجتك فرصة أخري, فقد يكون ما تفعله زوجتك معك لانك لا تقوم بدورك كرجل كما يجب, تعيش في بيتها وتعمل بمال أبيها, أيعطيك هذا الحق في أن تحدد من يعيش معك في البيت أو تمارس قوامتك؟

لماذا لا تصر علي البحث عن عمل يناسب مؤهلاتك ويحقق طموحك ويصبح لديك هدف للحصول علي شقة مناسبة.. وعند ذلك اطلب منها ان تأتي لتعيش معك, فإذا كانت تحبك وتحرص عليك فستأتي معك وستثق بأنك حريص عليها, ليس لأنك تعيش معها وتعمل بمال والدها, ولكن لأنك تحبها, وإذا لم تفعل وأصرت علي اسلوب حياتها فلحظتها يمكنك اتخاذ قرار الانفصال وانت مرتاح الضمير.

سيدي.. تجاوزت في حديثي معك عما سردته عن الفوارق الثقافية واللغوية, لاني لا اراها في مثل حالتك مبررا للانفصال, ولكنها عوامل مساعدة, يمكن تجاوزها والتعايش معها إن اردنا, أو جعلها دوافع اضافية للطلاق, الذي هو أبغض الحلال عند الله سواء كان في مصر أو امريكا, فاجنح الي مرضاة الله في قرارك يجعل لك مخرجا!





*****************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق