السبت، 6 نوفمبر 2010

امرأه من الجنه من بريد الجمعة

أنا ياسيدي كهل في الثمانين من عمري‏,‏ أعيش في أيامي الأخيرة أقسي الساعات‏,‏ يجافيني النوم‏,‏ وتؤلمني نفسي اللوامة أكثر مما تؤلمني أمراضي‏,‏ ولن يستريح قلبي حتي أعترف بكل أخطائي‏,‏ علي أمل ان تقرأ ابنتي كلماتي ـ فهي مدمنة لهذه الصفحة ـ وتخبرني بأنها سامحتني علي كل ما فعلته معها وعلي ظلمي لها طوال سنوات عمرها‏.‏

ابنتي هذه كانت وش السعد علي‏,‏ فبعد مجيئها‏,‏ جاء معها الخير‏,‏ فتحول حالي من فقر شديد‏,‏ الي ثراء ورفاهية‏,‏ إلي سيارات ورصيد في البنك‏.‏

ولكني لم ألتفت الي رسالة الله الكريمة‏,‏ لأني وبكل صدق لم أكن أحب البنات‏,‏ وكنت أتمني ان تكون ولدا‏...‏ لم أكن سعيد ولم أعرها اهتماما ولم أمنحها حب وعطف وحنان الأب‏,‏ وكان كل تركيزي هو الدعاء لله العلي القدير ان يرزقني الولد الصحيح المعافي‏,‏ كانت زوجتي تشاركني في كل شيء‏,‏ بل الحقيقة انها كانت أكثر قسوة مني‏,‏ فلم تشعر بأنها أم‏,‏ وكانت تري أن أمومتها ستتحقق عندما تنجب ولدا‏.‏

استجاب الله لدعائنا بعد عشر سنوات وأنجبنا الولد‏,‏ ولن أصف لك مقدار سعادتنا‏,‏ تحولت حياتنا وكأنه أول مولود‏,‏ فتفرغنا أنا وأمه لتدليله وتلبية رغباته‏,‏ وشاركت الابنة محبة مرات ومرغمة أغلب الوقت‏,‏ فكنا نهينها ونعاقبها اذا لم تلتفت له وتستجب لأحلامه‏.‏

لا تسلني عن العدل بين الابناء‏,‏ فهذا كان أبعد تصور لدي ولدي زوجتي التي كانت تشجعني ـ سامحها الله ـ علي هذه التفرقة‏,‏ وتري كل العيب والعار في المساواة بينهما‏.‏

نشأت ابنتي تقبل منا أي شيء‏,‏ ولا تعترض علي اهتمامنا وإنفاقنا ببذخ علي شقيقها‏,‏ وعلي الرغم من رضاها البادي علي تصرفاتها‏,‏ الا اني كنت ألمح في عينيها عتابا وانكسارا‏,‏ وأتعمد تجاهلهما‏,‏ دون ان يهتز قلبي أو ضميري‏.‏ اتحدث عن نفسي ولا أريد أن أتحدث عن أمها كثيرا‏,‏ لانها الان بين يدي الرحمن ـ فهي ـ غفر الله لها ـ كانت أكثر قسوة وظلما‏,‏ بل طالما حرضتني هي وابننا علي ظلمها‏.‏

أعترف الان لابنتي أمامكم بأني كنت أبخل عليها في مصاريف الدراسة‏,‏ فيما أنفق علي ابني بالآلاف‏,‏ كنت أمنحه في أربعة أشهر فقط أكثر مما انفقته علي ابنتي أثناء تجهيزها للزواج‏,‏ فقد وافقت علي خطبتها مبكرا وهي في الجامعة وقلت لها عليك ان تعتمدي علي نفسك مع خطيبك لتأثيث عش الزوجية‏,‏ وتركتها تبيع شبكتها لتنفق علي دراستها‏,‏ فيما أنفقت علي ابني وخطيبته في كلية الطب لمدة ثلاث سنوات ما يقارب مائة الف جنيه‏.‏

كنت إذا اشتريت لها شيئا‏,‏ ضاعفت سعره‏,‏ وكأني أمن عليها‏,‏ وأشعرها كم هي عبء علي‏,‏ ولم أبخل علي ابني‏,‏ فمنحته ربع مليون جنيه لتأثيث عيادته‏,‏ وحتي لا تنظر اليه قلت لها انه استدان ليؤثث عيادته الخاصة‏.‏

هل لك ان تتخيل ابنتي تذهب الي المستشفي بمفردها لإجراء جراحة‏,‏ فلا نذهب معها‏,‏ تترك زوجها مع أبنائها وتذهب هي مع صديقتها ونمر عليها بعد الجراحة كالغرباء‏,‏ وتشاء الأقدار ان يجري ابني نفس الجراحة فلا يغمض لنا جفن‏,‏ ندخله أفضل مستشفي ونحضر له أكبر الأطباء‏,‏ ولا نفارقه لحظة واحدة حتي يخرج سالما‏.‏

سيدي‏..‏ لا أصدق ما فعلته وزوجتي بابنتنا‏,‏ أستعيد الأشياء وأكاد أفقد صوابي‏,‏ وأذوب خجلا مما فعلنا‏,‏ كيف أعمي الله بصيرتي وأغلق قلبي الي هذا الحد‏,‏ ولكن أرجوك تحملني ولا تصب علي غضبك‏,‏ فالقادم أكثر ظلما وإيلاما‏.‏

أصيب زوج ابنتي بمرض في قلبه‏,‏ مما كان يستدعي منها جهدا مضاعفا للاعتناء به‏,‏ وهو كان كريما رءوفا بها‏,‏ حريصا علي ارضائها‏,‏ وإرضاء أهلها حتي لو كان هذا علي حسابه وحساب أبنائهما‏.‏

ذات يوم مرضت زوجتي‏,‏ واحتاجت الي من يرعاها‏,‏ فالخادمة لاتصلح لهذا الوضع‏,‏ فطلبت من ابنتي ان تأتي لتعيش في عمارتنا‏,‏ فتقرر زوجتي وابني ان تقيم في شقة علي السطوح بجوار الخادمة ـ لأن هذا مقامها ـ ويسارع ابني بتأجير شقة أخري في الطابق الثاني بنصف قيمتها حتي لا تطمع فيها‏,‏ وعندما تشكو الابنة من صعوبة صعود السلم علي زوجها المريض‏,‏ نقول لها هذا هو المتاح‏,‏ فتجري في الشوارع بامكاناتها البسيطة بحثا عن شقة بجوارنا‏,‏ رحمة بزوجها‏,‏ ولم يهتز لنا جفن‏,‏ بل الادهي من ذلك‏,‏ اجر ابني الشقة التي في السطوح حتي لا تضع فيها بعض أشيائها‏.‏

أتذكر الان‏,‏ ابني وهو يبتزني‏,‏ ويخبرني بانه أقل من أقرانه‏,‏ فأبذل كل جهدي لمنحه المزيد من النقود‏,‏ وأنا في حالة فزع أن يمرض بسبب إحساسه‏,‏ وألا يكون آمنا بعد موتي‏,‏ فزع أصابني بالقلب وأنا في الاربعينيات من عمري‏,‏ ولكن كله يهون من أجل الولد الذي سيخلدني ويحمل اسمي الي الأبد‏,‏ لذا كنت أبيع ما أملك لأمنح المقابل له‏,‏ وأخبر ابنتي اني بعته بعشر ما بعته‏,‏ حتي لاتشعر بأني مقصر معها‏,‏ وان علقت ابنتي بكلمة تنفجر زوجتي في وجهها مستخدمة اسطوانة مشروخة تعدد فيها ما فعلته من أجلها وهي لاتقدر‏,‏ فتنهار ابنتي بالبكاء وتنقض علي يدي أمها لتقبلهما طالبة الصفح والعفو‏.‏

مات زوج ابنتي‏,‏ وتعاملنا كعادتنا معها بكل فتور‏,‏ كنا اخر المعزين‏...‏ لا أعرف ولا أفهم‏,‏ كيف صبرت علينا ابنتنا‏...‏ المسكينة الرحيمة لم تفق من موت زوجها‏,‏ حتي ماتت ابنتها‏,‏ تلك الحفيدة التي تركناها مريضة‏,‏ وتركنا أمها تستدين من الاخرين لعلاجها‏,‏ ونحن بقلوبنا المتحجرة كأن شيئا يحدث ليس لنا أي علاقة به‏,‏ ولكن يوم الحق كان قريبا‏,‏ وانتقام الله العادل كان قريبا‏.‏

سقطت مريضا ياسيدي‏,‏ واستدعت حالتي نقلي الي المستشفي‏,‏ جاءت ابنتي لتجلس تحت قدمي‏,‏ تركت كل شيء لخدمتي‏,‏ أما ابني وزوجته فكانا يمران علي لدقائق‏,‏ تاركين أطفالهما في السيارة‏,‏ مما أغضب زوجتي فذهبت للوم زوجة ابني في بيتها‏,‏ فلاقت ما لا تتوقعه من إهانات وشتائم علي مرأي ومسمع ابنها الجالس علي السرير لم يبرحه‏.‏ فعادت زوجتي مقهورة‏,‏ لتموت كمدا قبل أن تنطق الشهادتين‏.‏ إنشغلنا في إعداد الجنازة لدفنها في قريتنا‏,‏ وفجأة ونحن في المقابر‏,‏ بحثت عن ابني فلم أجده بجواري‏,‏ فزعت عليه‏

وقلت لمن حولي‏:‏ ابحثوا عنه فقد يقتل نفسه حزنا علي أمه‏,‏ فأخبرني أحد الجيران‏,‏ بأنه شاهده منذ قليل بسيارة نصف نقل‏,‏ يحملها بأشياء من البيت‏,‏ اكتشفت بعد ذلك أنه أخذ متعلقات أمه‏,‏ أخذ كل ما خف وزنه وغلا ثمنه‏,‏ وعاد إلينا في آخر الليل وفي عينيه دموع‏,‏ نفس دموع أمه‏,‏ دموع التماسيح‏.‏

إلتف الأهل والجيران حول ابنتي الحزينة‏,‏ وبدلا من تقديم العزاء‏,‏ كانوا يرجونها أن تسامح أمها‏,‏ فالكل يعلم ماذا فعلنا بها‏.‏

بعد أن انفض الجميع من حولي‏,‏ وعدت وحيدا إلي بيتي‏,‏ سألني أخي كيف ستعيش؟‏..‏ فقلت له‏:‏ ابنتي أولي بي‏,‏ فصرخ في وجهي‏,‏ ابنتك المريضة‏,‏ ابنتك التي عذبتها وقسوت عليها وحرمتها من محبتك ومالك‏,‏ وأذلت نفسها للآخرين‏,‏ لماذا لا يكون ابنك الذي منحته كل ثروتك كل حنانك ومحبتك‏,‏ هل سيرفض رعايتك؟ فأجبت بالنفي‏,‏ فقالوا سيكون مصيرك مثل زوجتك‏..‏ فقررت أن أخوض الاختبار‏,‏ وليتني ما فعلت‏..‏ يوم واحد يا سيدي‏,‏ لم أر أسوأ منه في حياتي‏,‏ فقد عشت الذل بمعناه من زوجته وأحفادي‏,‏ ولأول مرة أفهم معني الآية الكريمة‏:..‏ آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا‏....‏

سيدي‏..‏ أنا الآن مريض‏,‏ وحيد‏,‏ أحتاج إلي عناية خاصة‏,‏ ولا أستطيع تحمل مصاريف علاجي‏,‏ ولا أجد أمامي وحولي الا ابنتي المريضة المظلومة‏..‏ ولكن ليس لي أمل في أيامي الأخيرة إلا أن تعفو عني وتسامحني‏,‏ هي وكل من ظلمتهم‏,‏ من أجل ابني‏,‏ سامحه الله وهداه‏..‏ أرجوك ناشدها أن تغفر لي‏,‏ فها أنا أتلقي جزاء ما اقترفت‏,‏ وعقاب الله لي ماثل أمام عينيها‏,‏ فلترح قلبي ولتسمعني كلمة واحدة‏:‏ سامحتك يا أبي‏,‏ بعدها يمكنني تحمل كل أنواع العذاب‏!‏



رد الكاتب :

*‏ سيدي‏..‏ أدمتني رسالتك وأبكتني‏,‏ ولا أعرف هل كنت أبكي حزنا علي ابنتك‏,‏ الملاك الرائع المظلوم‏,‏ المبتلاة المعذبة طوال حياتها‏..‏ أم كنت أبكي عليك وعلي ما وصلت اليه‏,‏ وأنا أتخيل عذابك في مواجهة نفسك القاسية واستدعائك لكل الأيام والليالي التي آلمت فيها ابنتك وتركتها تنام ـ إذا كانت تنام ـ باكية مقهورة‏.‏

سيدي‏..‏ لا أجد في نفسي الجرأة أو القدرة علي مناشدة ابنتك أن تسامحك أو تعفو عما فعلته بها أنت وأمها‏,‏ فمثل هذه الابنة لا يطلب منها‏,‏ وقد فعلت كل شيء جميل ونبيل‏,‏ دون أن تطلبوا منها شيئا‏,‏ بل كنتم تطعنونها بخناجر قسوتكم‏,‏ فترد إليكم الإساءة‏,‏ باقة ورد‏,‏ عطفا ومحبة‏,‏ والتزاما بما أمرها الله سبحانه وتعالي‏,‏ الذي ملأ قلبها حبا وتسامحا وكأنها من أهل الجنة‏,‏ لا من بني البشر‏.‏

كثيرون غيرك ـ من الرجال ـ عقولهم أشد تصلبا وانغلاقا من أهل الجاهلية الأولي‏,‏ الذين كانوا يئدون البنات‏,‏ ويرون فيهن ذلا وعارا‏,‏ فيما كل الفخر بإنجاب الولد‏,‏ ولم يلتفتوا أبدا‏,‏ علي الرغم من مرور ما يقرب من‏1500‏ عام علي ظهور الإسلام إلي قوله سبحانه وتعالي‏:‏ وإذا بشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسودا وهو كظيم‏.‏ يتواري من القوم من سوء ما بشر به‏,‏ أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب‏,‏ ألا ساء ما يحكمون‏,‏ صدق الله العظيم‏.‏

الأغرب هي زوجتك ـ رحمها الله وغفر لها ـ والتي كانت بنتا‏,‏ تتبني نفس الفكرة الذكورية‏,‏ ولا تري أمومتها إلا في ابنها‏,‏ لتصبحا أنتما ظالمين‏,‏ لا يرد أحدكما الآخر‏,‏ فتماديتما في ظلمكما وجهلكما‏,‏ فغضب الله عليكما وزاد في غيكما‏,‏ لتجنيا الحنظل بعد أن زرعتما المر‏.‏ وعلي الرغم من أن الشاعر العربي المؤمل الكوفي يقول‏:‏

ينشأ الصغير علي ما كان والده إن العروق عليها ينبت الشجر فإن الله سبحانه وتعالي قد اصطفي ابنتك ونجاها من الشرور التي زرعتموها في نفسها منذ الصغر‏,‏ فنقي قلبها‏,‏ وزادها ابتلاء برحيل الزوج الحنون والابنة العليلة‏,‏ ليطهرها ويحفظ قلبها من اختزان الحقد والكراهية‏.‏

فهي صاحبة نفس كبيرة رائقة‏,‏ فمثل هذه النفوس وحدها تعرف كيف تسامح‏,‏ لأنها كالشجرة لاتحجب ظلها حتي عن الحطاب‏.‏

سيدي‏..‏ أجد نفسي مدفوعا للكتابة عن وإلي ابنتك‏,‏ فأنت يكفي ما أنت فيه وما تعانيه‏,‏ فلست في حاجة مني إلي تأكيد كم الجرائم التي ارتكبتها‏,‏ ولا أعتقد أن هناك إنسانا عاقلا‏,‏ يفعل ما تفعله‏,‏ ويقرأ كلماتك‏,‏ ولا يرتدع أو يعود إلي صوابه‏,‏ فإن لم يفعل من تلقاء نفسه وعلي الفور‏,‏ فلن تجدي معه أي كلمات أوجهها له‏.‏

دعني أذكر ابنك‏,‏ العاصي‏,‏ قاسي القلب‏,‏ ضحيتك أنت ووالدته‏,‏ بما أمرنا به الخالق عز وجل‏,‏ من بر الوالدين وطاعتهما ومصاحبتهما في الدنيا معروفا‏,‏ ومنعنا حتي أن نقول لهما أف‏,‏ فإذا كان جرم الوالدين أنهما بالغا في حبك وتدليك‏,‏ ومنحاك كرم العنب‏,‏ فهذا لا يعني أبدا ألا تقدم لهما عنقودا واحدا‏.‏

ودعني أذكره بالحكاية القديمة ـ إذا كان لا يعرفها ـ والتي تحكي عن رجل ضاق بوالده الذي كان يقيم معه‏,‏ وكانت زوجته تنهره‏,‏ وترفض أن يتناول طعامه معهم علي المائدة‏,‏ فأعد له أطباقا متواضعة‏,‏ يضع له الطعام ويقدمه له في المطبخ‏,‏ ففوجيء بطفله‏,‏ يسارع بعد أن ينتهي جده من تناول طعامه‏,‏ بغسل الأطباق ووضعها علي الرف‏.‏ سأله الأب لماذا تفعل ذلك بأطباق جدك‏,‏ فأجابه بأنه يحافظ عليها‏,‏ حتي يقدم فيها الطعام لوالده عندما يكبر‏.‏

ليست حكاية أيها الابن العاصي‏,‏ ولكنها الدنيا‏,‏ وكما تدين تدان‏,‏ ومن أعمالك يسلط عليك‏,‏ فهل ترحم أباك في شيخوخته‏,‏ حتي ترحم نفسك في شيخوختك‏,‏ وتنجو من عذاب أليم‏..‏ أتمني‏.‏

أما الابنة الرائعة‏,‏ فلن أقول لها شيئا‏,‏ فهي المعلمة التي يجب أن نستمع إليها‏,‏ وكلي ثقة ـ دون أي مناشدة ـ أنها ستسامح والدها لأنها تعرف جيدا وعد الله في كتابه العزيز‏..‏ وليعفوا وليصفحوا‏,‏ ألا تحبون أن يغفر الله لكم‏....‏ مثل هذه الابنة تؤمن بفطرتها النقية بالحكمة القائلة‏:‏ أحب أباك إذا كان منصفا‏,‏ وإذا لم يكن كذلك‏,‏ فتحمله‏.‏

زادك الله عزا بعفوك‏,‏ وأنار دربك‏,‏ وصبرك علي ما عانيته‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق