{ قد لا تهتم بقراءة رسالتي لكني وجدت نفسي أكتبها علها تخفف ما بي من ألم, فدعني أقدم نفسي إليك أولا: أنا شيخ في الأربعين من عمري وأعني هذه الكلمة فقد هزمتني همومي وأحزاني حتي تقدم بي العمر عشرات السنين, نشأت في أسرة متفاهمة ومتحابة يسودها الاحترام والمودة والتدين لأبوين يشغلان منصب عضوي هيئة تدريس في كليتين مرموقتين وأخ وأخت كانا ومازالا اعز صديقين لي.
حصلت علي مجموع يؤهلني للالتحاق بكليات القمة في الثانوية العامة, لكني اخترت الالتحاق بإحدي الكليات العسكرية رغبة مني في التغيير من نمط الحياة الروتينية التي نحياها اسريا, وعارضني والداي في البداية إلا أنهما وافقا عقب ذلك, وتخرجت وتم تعييني في المكان الذي كنت أرغبه, وعقب تخرجي بعام واحد كنت في حفلة عيد ميلاد شقيقة أحد اصدقائي فتعرفت إلي فتاة أسرتني منذ اللحظة الأولي فوقعت في حبها وتوسمت فيها أن تكون نعم الزوجة لي, وتوطدت علاقتنا بعد ذلك وفاتحت أهلي في زواجها فعارضني أهلي في البداية نظرا لوجود فارق اجتماعي بسيط بين اسرتينا, إلا أنها من أسرة محترمة جدا وتمت خطبتنا وساعدني والدي
فاشتريت شقة في حي راق في ذلك الوقت وحدثت بعض المشكلات بيني وبين اسرتها إلا أننا تجاوزنا كل تلك العقبات وتزوجنا, وكنت لأسرتها نعم الابن, حتي ان والدها ووالدتها كانا يعاملاني افضل من معاملتهما لابنهما الوحيد, لما وجدا مني, من حب وحنان واحترام لهما قبل ابنتهما وبالمثل احتضنتها اسرتي وعاملتها افضل مني, بل لا أخفي عليك انني احيانا كنت اتعجب من حبهم لها, لكني اعرف السبب فهي خدومة ومرحة ومنطلقة إلا أن الوازع الديني عندها غير قوي وهو ما كنت أحاول تجنبه, فهي لا تصلي ولا تعوض أيام الصيام التي تفوتها في رمضان لعذر شرعي وترفض فكرة الحجاب تماما وكنت أحاول إقناعها بذلك دون جدوي.
احبها برغم انها لا تطهو الطعام, فاما أن نتناول الطعام بالخارج أو لدي احد أو نطلبه في المنزل.
احبها برغم انها كانت تحرمني من نفسها طوال الشهر, تمنحني حقي مرة أو مرتين فقط لانها دائما تشعر بتوتر أو لا ترغب.. احبها برغم وبرغم وبرغم...
انعم الله علينا بطفلتين آية في الجمال وبعد ذلك بعامين ولد كان نعم الفرحة والبهجة, وتوفي والدي فكانت بجواري نعم الزوجة والصديقة, نقلت من عملي إلي احدي مدن القناة فكانت سندي وعوني نفسيا, ولم تشعرني بشئ, فكانت رجل المنزل وأما وابنة وصديقة.
حتي الآن اظنك لا تجد سببا لمعاناتي فلا تتعجل فهي قادمة.. منذ نحو احد عشر عاما وجدتها ترغب في العمل لانني دائما علي سفر وفي نفس الوقت ظروفنا المادية لا تسمح بالاستمرار في نفس مستوي المعيشة التي نعيشها في ظل وجود3 أطفال, فوافقتها علي رغبتها ونجحت من خلال معارفي في الحصول علي فرصة عمل مميزة, وبعد عام ونصف العام من عملها حدث لها حمل وأصرت علي أن تجهض نفسها بدعوي انها لا تستطيع بدنيا, وحاولت معها بشتي الطرق وعارضتها امها وامي وصديقاتها الا انها اصرت ونفذت ما رغبت فيه بعلمي, سامحني الله وغفر لي موافقتي لها
ومرت بنا الحياة بحلوها ومرها إلي أن قبلت العمل باحدي الشركات المعروفة وأصبحت تتقاضي آلاف الجنيهات شهريا واصبحت هي المتولية معظم نفقات المنزل وتعليم الابناء, أما أنا فقد انفقت ميراثي من والدي خلال تلك السنوات ولم يعد لي مصدر رزق غير دخلي من عملي, فكنت اشاهد ما تنفقه وأتألم لكني لا اجد سبيلا آخر, ولما لا فهي نصفي الثاني وهي حياتنا معا, كانت تغير سيارتها بسيارة أحدث كل عام ونصف العام, وانا استخدم سيارتي القديمة المتهالكة واحيانا كنت استعير سيارتها, وانا سعيد بما تحققه من نجاح وسعيد بها بل صادقت زملاءها وزميلاتها حبا فيها
وتمر بنا الحياة لم اسألها يوما فيما انفقت أوكم تقاضت, بل كانت تسعدني سعادتها وانا اتقدم بخطي ثابتة في عملي, لكني لاحظت تغيرا في شخصيتها وكل من حولنا لاحظوا ذلك, فقد اصبحت منطوية لا تتحدث كثيرا لا تضحك وكلما سألتها عن السبب؟ تجيبني بأنها ضغوط العمل, حاولت جاهدا ان اخرجها مما هي فيه ولاتستجيب استشرت طبيبا نفسيا وشرحت له حالتها واصطحبتها, له فأكد لنا انها تعاني من اكتئاب نفسي ولابد من علاجها, فرفضت وعندما خرجنا من عند الطبيب انفجرت في وجهي واتهمتني بأنني سبب مرضها, فانا مهملها تماما لا اشتري لها الهدايا ولا أفسحها في الاماكن الراقية ولا أهتم بما تعانيه
واخذت تذكرني بما فعلته معي طوال السنين من وقوف بجانبي وتحمل شظف العيش وانها لم تعد في حاجة إلي تماما, فلديها كل شئ وهي تحيا معي لأجل اولادنا وطلبت الطلاق بلارجعة.
تركتها واقمت في احد الفنادق وأخبرت أبنائي انني مسافر إلي عمل, وطوال شهر كامل احاول معها وتدخل اهلها واقنعوني بالصبر والتحمل لأجل أولادي, وقال لي والدها بالحرف الواحد اصبر واحتسب عند الله تعالي يثيبك في الدنيا والآخرة, وقد كان, عدت إلي منزلي برغم قسوة كلامها الجارح المهين وفعلت كل ما كانت تطلبه مني فاستدنت واغدقت عليها بالهدايا وكنت اقول لها ان هذه الاموال مكافآت احصل عليها, إلي ان من الله علي وتمكنت من بيع قطعة ارض كنت املكها فسددت ديوني وتحسنت احوالي المادية واستمررت في حبها و هي في جفائها, فكنت احدثها بالساعات وهي ترد بكلمة أو كلمتين.. ادعوها للخروج فترفض بزعم أنها متعبة, ويدعوها زملاؤها للخروج تكون في احسن حال
تفضل ان يحتفل زملاؤها بعيد ميلادها في العمل فتحضر لهم التورتات والجاتوهات, عن احتفالها معي وانا صامت وراض لاجل زهوري الثلاث, تتعطف علي احيانا وتمنحني حقوقي الشرعية, جسدا بلا روح, حتي بدأت امل لقاءها وانا احتسب ذلك عند الله تعالي, لم تشعرني مرة واحدة طوال9 اعوام انها ترغبني كما كانت من قبل, بل هو هم ثقيل عليها وحمل تريد ان تتخلص منه سريعا, تنفعل علي وفي وجهي, وتثور لأتفه الأسباب وأنا اتحملها واكتم مشاعري بداخلي. تتظاهر بالسعادة امام الناس وانا ايضا, اما في داخلي فاحتضر كل يوم وأسال نفسي لماذا أتحمل, واكاد انهار إلا انني اتماسك, تقتضي طبيعة عملي ان اترك المنزل24 يوما تقريبا واعود6 ايام فتكون في احسن احوالها وانا غائب, وفي اسوأ الاحوال حين عودتي.
يعلم الله تعالي ويشهد علي انني لم اهنها يوما ولم اضربها ولم اسبها ولم يرتفع صوتي عليها لمدة16 عاما سوي مرة واحدة ثرت في وجهها, وبرغم انها كانت المخطئة الا انني من اعتذر وليست هي.
هل انا مخطئ لانني احب زوجتي هذا الحب؟ هل انا مخطئ لاتباعي وصية رسول الله عليه و سلم رفقا بالقوارير؟
هل انا مخطئ لانني اردت ان اعيش معها كما كان اهلي يعيشون في مودة ورحمة وحب وتفهم؟ هل لانني اشفقت عليها من كل شئ فجعلت حبي لها يجبرني علي التنازل عن كل حقوقي ويجعلني اغض طرفي عما لايرضيني؟
كل ما استطيع قوله هو حسبي الله ونعم الوكيل فيما انا فيه من ظلم, كل يوم كان يمر علي كنت افقد فيه عاما من عمري ولم اعترض, هل تعرف لماذا؟ ثلاثة اسباب: الاول انني مازلت احبها برغم كل ذلك ولاتسألني لماذا. الثاني لاجل اولادي. والثالث لانني اعرف ان هذا عقاب الله لي في الدنيا لسماحي لها بإجهاض نفسها, انا متأكد اننا سوف ننفصل في يوم من الايام وانها لن تستمر معي في الحياة, فانا لم اعد اناسبها ماديا ولااجتماعيا, لكني ادعو الله ان يطيل ما بيننا من ايام لأجل اولادنا, انني لااطلب منك المشورة لكني افضفض بما في داخلي, فاذا كان لك رأي في قصتي فأخبرني به, واتوسل اليك ان تنشرها لعلها تكون عبرة لكل زوج يحب زوجته اكثر من نفسه ومن الدنيا وما فيها, ولكل زوجة تعصي الله في زوجها وحسبي الله ونعم الوكيل.
رد الكاتب :
** سيدي.. لن أسألك ـ كما طلبت مني ـ لماذا تحب زوجتك وأم أطفالك علي الرغم من العذاب الذي أذاقتك إياه علي مدي11 عاما متصلة؟ فالحب لا يحتاج الي مبررات وقد نحسه أونعيشه ونحن نرفضه ونتمني ان يذهب بلا رجعة, وكم أذل الحب أعناق الرجال والنساء أيضا.
لن أسألك لماذا تحبها, ولكن أسألك ما الذي تغير؟ ما الذي حدث وجعل تلك الزوجة الرائعة المثالية التي يحبها اهلك أكثر منك, الخدومة, المرحة, والمنطلقة, تنقلب عليك وتصاب بالاكتئاب وتتهمك بأنك السبب في ذلك لإهمالك لها وعدم اهتمامك بها؟
لن نستطيع القول إن تغيرها يرجع لضعف الوازع الديني لديها, أو لأنها لاتجيد الطهو أو لأن علاقتها الخاصة بك متوترة منذ البداية إذن ما الذي حدث؟
قبل ان تقول لي أن السبب هو خروجها إلي العمل, وزيادة مواردها المالية, وإنفاقها علي البيت ــ وهو بالتأكيد أحد الأسباب ــ سأقول لك انك تتحمل القدر الأكبر من المسئولية عما آلت إليه حياتكما, فمن الواضح من كلماتك ومن إصابة زوجتك بالاكتئاب, أنك أهملتها طويلا, احببتها بدون تعبيرعن هذا الحب, وساهم غيابك الطويل عن البيت في تضخيم احساسها بالفراغ, فسعت الي تعويض غيابك بالآخرين, استبدلتك بالأصدقاء وزملاء العمل, ومع استقرارها واطمئنانها المادي كان من السهل عليها الاستغناء عنك والتصريح الفج والمباشر لك برغبتها في الطلاق, ما أعنيه ان تغير الإنسان تجاه من يحب لا يأتي فجأة وانما يتراكم عبر سنوات, وانت اعتدت ان تسير المركب بكل ثقوبها آمنا مطمئنا, حتي فوجئت بأن المركب تغرق فقررت ان تلقي بكل المسئولية علي شريكة الرحلة.
سيدي أنا لا أدافع عن زوجتك ولا ألتمس لها المبررات فيما تفعل, ولكني أريد ان ارسم معك صورة كاملة لحياتك, تلك الحياة التي تذكرت فيها فقط قول الرسول الكريم رفقا بالقوارير لتبرر سلبيتك وانسحابك وتفريطك في حقوقك وواجباتك, الواحد تلو الآخر, لا تطهو, الحل شراء طعام من الخارج, تمتنع عن منحك حقوقك الشرعية فتقبل راضيا بتفسير التوتر وعدم الرغبة, تعمل هي وتنفق علي البيت, فتقبل غير ملتفت إلي أنك تضحي بواحد من أهم شروط قوامة الرجل كما قال سبحانه وتعالي: الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم.
كل حياتك ـ سيدي ـ تفريط في حقوقك, لم تثر في وجهها ويرتفع صوتك ـ مع كل ما تفعله معك وبك ـ إلا مرة واحدة علي مدي16 عاما من الزواج الصعب, حتي وأنت تشكو منها مر الشكوي, وفي نهاية الرسالة لا تقول أعرف أني لن استمر معها, ولكن تري أنها هي التي ستفعل لن تستمر معي في الحياة وأنت ماذا ستفعل ومتي ستغضب وتثور؟ متي ـ سيدي ـ ستعبر عن رفضك وستمارس قوامتك؟ أليس هذا هو الوقت المناسب لمواجهتها, لمناقشة فشل علاقتكما الزوجية. لماذا تتوتر عندما تقترب منها؟ هل وصل الأمر بها إلي كراهيتك والنفور منك, إذا كان الحال هكذا فلتسرحها بإحسان, وإذا كان الأمر عكس ذلك فلتتصارحا ولتذهبا معا إلي استشاري في العلاقات الزوجية لعله ينجح فيما فشلتما فيه من أجل الحفاظ علي هذا البيت بمن فيه من أبناء, لم تأت بذكرهم ولا بانعكاسات علاقتكما المتوترة عليهم وعلي سلوكهم.
ما أقوله لك, أكرر بعضا منه لزوجتك المتمردة التي تضحي بزوج محب, مسالم من أجل ماذا؟ تقول حكمة حبشية وطن المرأة زوجها فماذا عنك بعد أن تهجرين وطنك الآمن, وهل تعتقدين أنك بعد16 عاما من الزواج وثلاثة من الأبناء ستجدين وطنا آخر يمنحك هذا الأمان, قد يكون لزوجك أخطاء, ولكنك تشاركينه أغلبها, فلم تواجهيه مرة واحدة باحتياجاتك إلا بعد اصابتك بالاكتئاب, لم تحاولي الاقتراب منه واحتواءه, تعاملت مع حبه علي أنه ضعف وانهزام, قارنت بينه وبين آخرين, نظرت فقط بأنانية إلي عيوبه ولم تتجهي إلي مزاياه وهي عديدة, فما تحمله منك وما منحك إياه من حرية ساعدك علي النجاح والترقي والحصول علي أعلي الرواتب, تحلم بجزء ضئيل منه نساء كثيرات, فهل تفيقا وتتفقا من أجل أسرتكما التي كانت سعيدة, أم ستغرقا في أنانيتكما وتنتظران دفع الثمن القاسي عندما يتمزق أبناؤكما أمام عيونكما ويحاسبونكما علي ما فعلتماه بهم, أتمني لكما الاختيار الصائب, وفقكما الله لما فيه الخير.. وإلي لقاء بإذن الله.
************************
حصلت علي مجموع يؤهلني للالتحاق بكليات القمة في الثانوية العامة, لكني اخترت الالتحاق بإحدي الكليات العسكرية رغبة مني في التغيير من نمط الحياة الروتينية التي نحياها اسريا, وعارضني والداي في البداية إلا أنهما وافقا عقب ذلك, وتخرجت وتم تعييني في المكان الذي كنت أرغبه, وعقب تخرجي بعام واحد كنت في حفلة عيد ميلاد شقيقة أحد اصدقائي فتعرفت إلي فتاة أسرتني منذ اللحظة الأولي فوقعت في حبها وتوسمت فيها أن تكون نعم الزوجة لي, وتوطدت علاقتنا بعد ذلك وفاتحت أهلي في زواجها فعارضني أهلي في البداية نظرا لوجود فارق اجتماعي بسيط بين اسرتينا, إلا أنها من أسرة محترمة جدا وتمت خطبتنا وساعدني والدي
فاشتريت شقة في حي راق في ذلك الوقت وحدثت بعض المشكلات بيني وبين اسرتها إلا أننا تجاوزنا كل تلك العقبات وتزوجنا, وكنت لأسرتها نعم الابن, حتي ان والدها ووالدتها كانا يعاملاني افضل من معاملتهما لابنهما الوحيد, لما وجدا مني, من حب وحنان واحترام لهما قبل ابنتهما وبالمثل احتضنتها اسرتي وعاملتها افضل مني, بل لا أخفي عليك انني احيانا كنت اتعجب من حبهم لها, لكني اعرف السبب فهي خدومة ومرحة ومنطلقة إلا أن الوازع الديني عندها غير قوي وهو ما كنت أحاول تجنبه, فهي لا تصلي ولا تعوض أيام الصيام التي تفوتها في رمضان لعذر شرعي وترفض فكرة الحجاب تماما وكنت أحاول إقناعها بذلك دون جدوي.
احبها برغم انها لا تطهو الطعام, فاما أن نتناول الطعام بالخارج أو لدي احد أو نطلبه في المنزل.
احبها برغم انها كانت تحرمني من نفسها طوال الشهر, تمنحني حقي مرة أو مرتين فقط لانها دائما تشعر بتوتر أو لا ترغب.. احبها برغم وبرغم وبرغم...
انعم الله علينا بطفلتين آية في الجمال وبعد ذلك بعامين ولد كان نعم الفرحة والبهجة, وتوفي والدي فكانت بجواري نعم الزوجة والصديقة, نقلت من عملي إلي احدي مدن القناة فكانت سندي وعوني نفسيا, ولم تشعرني بشئ, فكانت رجل المنزل وأما وابنة وصديقة.
حتي الآن اظنك لا تجد سببا لمعاناتي فلا تتعجل فهي قادمة.. منذ نحو احد عشر عاما وجدتها ترغب في العمل لانني دائما علي سفر وفي نفس الوقت ظروفنا المادية لا تسمح بالاستمرار في نفس مستوي المعيشة التي نعيشها في ظل وجود3 أطفال, فوافقتها علي رغبتها ونجحت من خلال معارفي في الحصول علي فرصة عمل مميزة, وبعد عام ونصف العام من عملها حدث لها حمل وأصرت علي أن تجهض نفسها بدعوي انها لا تستطيع بدنيا, وحاولت معها بشتي الطرق وعارضتها امها وامي وصديقاتها الا انها اصرت ونفذت ما رغبت فيه بعلمي, سامحني الله وغفر لي موافقتي لها
ومرت بنا الحياة بحلوها ومرها إلي أن قبلت العمل باحدي الشركات المعروفة وأصبحت تتقاضي آلاف الجنيهات شهريا واصبحت هي المتولية معظم نفقات المنزل وتعليم الابناء, أما أنا فقد انفقت ميراثي من والدي خلال تلك السنوات ولم يعد لي مصدر رزق غير دخلي من عملي, فكنت اشاهد ما تنفقه وأتألم لكني لا اجد سبيلا آخر, ولما لا فهي نصفي الثاني وهي حياتنا معا, كانت تغير سيارتها بسيارة أحدث كل عام ونصف العام, وانا استخدم سيارتي القديمة المتهالكة واحيانا كنت استعير سيارتها, وانا سعيد بما تحققه من نجاح وسعيد بها بل صادقت زملاءها وزميلاتها حبا فيها
وتمر بنا الحياة لم اسألها يوما فيما انفقت أوكم تقاضت, بل كانت تسعدني سعادتها وانا اتقدم بخطي ثابتة في عملي, لكني لاحظت تغيرا في شخصيتها وكل من حولنا لاحظوا ذلك, فقد اصبحت منطوية لا تتحدث كثيرا لا تضحك وكلما سألتها عن السبب؟ تجيبني بأنها ضغوط العمل, حاولت جاهدا ان اخرجها مما هي فيه ولاتستجيب استشرت طبيبا نفسيا وشرحت له حالتها واصطحبتها, له فأكد لنا انها تعاني من اكتئاب نفسي ولابد من علاجها, فرفضت وعندما خرجنا من عند الطبيب انفجرت في وجهي واتهمتني بأنني سبب مرضها, فانا مهملها تماما لا اشتري لها الهدايا ولا أفسحها في الاماكن الراقية ولا أهتم بما تعانيه
واخذت تذكرني بما فعلته معي طوال السنين من وقوف بجانبي وتحمل شظف العيش وانها لم تعد في حاجة إلي تماما, فلديها كل شئ وهي تحيا معي لأجل اولادنا وطلبت الطلاق بلارجعة.
تركتها واقمت في احد الفنادق وأخبرت أبنائي انني مسافر إلي عمل, وطوال شهر كامل احاول معها وتدخل اهلها واقنعوني بالصبر والتحمل لأجل أولادي, وقال لي والدها بالحرف الواحد اصبر واحتسب عند الله تعالي يثيبك في الدنيا والآخرة, وقد كان, عدت إلي منزلي برغم قسوة كلامها الجارح المهين وفعلت كل ما كانت تطلبه مني فاستدنت واغدقت عليها بالهدايا وكنت اقول لها ان هذه الاموال مكافآت احصل عليها, إلي ان من الله علي وتمكنت من بيع قطعة ارض كنت املكها فسددت ديوني وتحسنت احوالي المادية واستمررت في حبها و هي في جفائها, فكنت احدثها بالساعات وهي ترد بكلمة أو كلمتين.. ادعوها للخروج فترفض بزعم أنها متعبة, ويدعوها زملاؤها للخروج تكون في احسن حال
تفضل ان يحتفل زملاؤها بعيد ميلادها في العمل فتحضر لهم التورتات والجاتوهات, عن احتفالها معي وانا صامت وراض لاجل زهوري الثلاث, تتعطف علي احيانا وتمنحني حقوقي الشرعية, جسدا بلا روح, حتي بدأت امل لقاءها وانا احتسب ذلك عند الله تعالي, لم تشعرني مرة واحدة طوال9 اعوام انها ترغبني كما كانت من قبل, بل هو هم ثقيل عليها وحمل تريد ان تتخلص منه سريعا, تنفعل علي وفي وجهي, وتثور لأتفه الأسباب وأنا اتحملها واكتم مشاعري بداخلي. تتظاهر بالسعادة امام الناس وانا ايضا, اما في داخلي فاحتضر كل يوم وأسال نفسي لماذا أتحمل, واكاد انهار إلا انني اتماسك, تقتضي طبيعة عملي ان اترك المنزل24 يوما تقريبا واعود6 ايام فتكون في احسن احوالها وانا غائب, وفي اسوأ الاحوال حين عودتي.
يعلم الله تعالي ويشهد علي انني لم اهنها يوما ولم اضربها ولم اسبها ولم يرتفع صوتي عليها لمدة16 عاما سوي مرة واحدة ثرت في وجهها, وبرغم انها كانت المخطئة الا انني من اعتذر وليست هي.
هل انا مخطئ لانني احب زوجتي هذا الحب؟ هل انا مخطئ لاتباعي وصية رسول الله عليه و سلم رفقا بالقوارير؟
هل انا مخطئ لانني اردت ان اعيش معها كما كان اهلي يعيشون في مودة ورحمة وحب وتفهم؟ هل لانني اشفقت عليها من كل شئ فجعلت حبي لها يجبرني علي التنازل عن كل حقوقي ويجعلني اغض طرفي عما لايرضيني؟
كل ما استطيع قوله هو حسبي الله ونعم الوكيل فيما انا فيه من ظلم, كل يوم كان يمر علي كنت افقد فيه عاما من عمري ولم اعترض, هل تعرف لماذا؟ ثلاثة اسباب: الاول انني مازلت احبها برغم كل ذلك ولاتسألني لماذا. الثاني لاجل اولادي. والثالث لانني اعرف ان هذا عقاب الله لي في الدنيا لسماحي لها بإجهاض نفسها, انا متأكد اننا سوف ننفصل في يوم من الايام وانها لن تستمر معي في الحياة, فانا لم اعد اناسبها ماديا ولااجتماعيا, لكني ادعو الله ان يطيل ما بيننا من ايام لأجل اولادنا, انني لااطلب منك المشورة لكني افضفض بما في داخلي, فاذا كان لك رأي في قصتي فأخبرني به, واتوسل اليك ان تنشرها لعلها تكون عبرة لكل زوج يحب زوجته اكثر من نفسه ومن الدنيا وما فيها, ولكل زوجة تعصي الله في زوجها وحسبي الله ونعم الوكيل.
رد الكاتب :
** سيدي.. لن أسألك ـ كما طلبت مني ـ لماذا تحب زوجتك وأم أطفالك علي الرغم من العذاب الذي أذاقتك إياه علي مدي11 عاما متصلة؟ فالحب لا يحتاج الي مبررات وقد نحسه أونعيشه ونحن نرفضه ونتمني ان يذهب بلا رجعة, وكم أذل الحب أعناق الرجال والنساء أيضا.
لن أسألك لماذا تحبها, ولكن أسألك ما الذي تغير؟ ما الذي حدث وجعل تلك الزوجة الرائعة المثالية التي يحبها اهلك أكثر منك, الخدومة, المرحة, والمنطلقة, تنقلب عليك وتصاب بالاكتئاب وتتهمك بأنك السبب في ذلك لإهمالك لها وعدم اهتمامك بها؟
لن نستطيع القول إن تغيرها يرجع لضعف الوازع الديني لديها, أو لأنها لاتجيد الطهو أو لأن علاقتها الخاصة بك متوترة منذ البداية إذن ما الذي حدث؟
قبل ان تقول لي أن السبب هو خروجها إلي العمل, وزيادة مواردها المالية, وإنفاقها علي البيت ــ وهو بالتأكيد أحد الأسباب ــ سأقول لك انك تتحمل القدر الأكبر من المسئولية عما آلت إليه حياتكما, فمن الواضح من كلماتك ومن إصابة زوجتك بالاكتئاب, أنك أهملتها طويلا, احببتها بدون تعبيرعن هذا الحب, وساهم غيابك الطويل عن البيت في تضخيم احساسها بالفراغ, فسعت الي تعويض غيابك بالآخرين, استبدلتك بالأصدقاء وزملاء العمل, ومع استقرارها واطمئنانها المادي كان من السهل عليها الاستغناء عنك والتصريح الفج والمباشر لك برغبتها في الطلاق, ما أعنيه ان تغير الإنسان تجاه من يحب لا يأتي فجأة وانما يتراكم عبر سنوات, وانت اعتدت ان تسير المركب بكل ثقوبها آمنا مطمئنا, حتي فوجئت بأن المركب تغرق فقررت ان تلقي بكل المسئولية علي شريكة الرحلة.
سيدي أنا لا أدافع عن زوجتك ولا ألتمس لها المبررات فيما تفعل, ولكني أريد ان ارسم معك صورة كاملة لحياتك, تلك الحياة التي تذكرت فيها فقط قول الرسول الكريم رفقا بالقوارير لتبرر سلبيتك وانسحابك وتفريطك في حقوقك وواجباتك, الواحد تلو الآخر, لا تطهو, الحل شراء طعام من الخارج, تمتنع عن منحك حقوقك الشرعية فتقبل راضيا بتفسير التوتر وعدم الرغبة, تعمل هي وتنفق علي البيت, فتقبل غير ملتفت إلي أنك تضحي بواحد من أهم شروط قوامة الرجل كما قال سبحانه وتعالي: الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم.
كل حياتك ـ سيدي ـ تفريط في حقوقك, لم تثر في وجهها ويرتفع صوتك ـ مع كل ما تفعله معك وبك ـ إلا مرة واحدة علي مدي16 عاما من الزواج الصعب, حتي وأنت تشكو منها مر الشكوي, وفي نهاية الرسالة لا تقول أعرف أني لن استمر معها, ولكن تري أنها هي التي ستفعل لن تستمر معي في الحياة وأنت ماذا ستفعل ومتي ستغضب وتثور؟ متي ـ سيدي ـ ستعبر عن رفضك وستمارس قوامتك؟ أليس هذا هو الوقت المناسب لمواجهتها, لمناقشة فشل علاقتكما الزوجية. لماذا تتوتر عندما تقترب منها؟ هل وصل الأمر بها إلي كراهيتك والنفور منك, إذا كان الحال هكذا فلتسرحها بإحسان, وإذا كان الأمر عكس ذلك فلتتصارحا ولتذهبا معا إلي استشاري في العلاقات الزوجية لعله ينجح فيما فشلتما فيه من أجل الحفاظ علي هذا البيت بمن فيه من أبناء, لم تأت بذكرهم ولا بانعكاسات علاقتكما المتوترة عليهم وعلي سلوكهم.
ما أقوله لك, أكرر بعضا منه لزوجتك المتمردة التي تضحي بزوج محب, مسالم من أجل ماذا؟ تقول حكمة حبشية وطن المرأة زوجها فماذا عنك بعد أن تهجرين وطنك الآمن, وهل تعتقدين أنك بعد16 عاما من الزواج وثلاثة من الأبناء ستجدين وطنا آخر يمنحك هذا الأمان, قد يكون لزوجك أخطاء, ولكنك تشاركينه أغلبها, فلم تواجهيه مرة واحدة باحتياجاتك إلا بعد اصابتك بالاكتئاب, لم تحاولي الاقتراب منه واحتواءه, تعاملت مع حبه علي أنه ضعف وانهزام, قارنت بينه وبين آخرين, نظرت فقط بأنانية إلي عيوبه ولم تتجهي إلي مزاياه وهي عديدة, فما تحمله منك وما منحك إياه من حرية ساعدك علي النجاح والترقي والحصول علي أعلي الرواتب, تحلم بجزء ضئيل منه نساء كثيرات, فهل تفيقا وتتفقا من أجل أسرتكما التي كانت سعيدة, أم ستغرقا في أنانيتكما وتنتظران دفع الثمن القاسي عندما يتمزق أبناؤكما أمام عيونكما ويحاسبونكما علي ما فعلتماه بهم, أتمني لكما الاختيار الصائب, وفقكما الله لما فيه الخير.. وإلي لقاء بإذن الله.
************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق