السبت، 6 نوفمبر 2010

مشاعر اخرى من بريد الجمعة

أتابع بريد الأهرام منذ كنت طفلة لأكثر من‏18‏ عاما‏,‏ وأنا الآن عمري‏32‏ عاما وقد قمت بإرسال بعض الرسائل قديما ولم تنشر‏,‏ والمهم انني الآن متزوجة منذ‏8‏ سنوات وأحيا حياة جميلة‏,‏ والحمد لله وقد تأثرت برسالة وردة واحدة عندما قرأتها‏,‏ وذلك لأنها مشكلة من النوع الهاديء التي قد لا تثير تعاطف الكثيرين إلا أنها مشكلة موجودة‏,‏ وبحكم اني امرأة فنحن النساء نتبادل الأحاديث بهذه الشئون‏,‏ وأنا شخصيا مررت بهذه المشاعر كثيرا خلال زواجي‏,‏ وكانت أكثر في السنوات الأولي خاصة اني تزوجت بصورة تقليدية بعدما فشلت خطبتي التي جاءت بعد قصة حب‏

مما جعلني افتقد مع زوجي بعض المظاهر الشكلية والتي أعرفها عن الحب واللهفة والشوق وغيرها مما تربينا وكبرنا ونحن ننتظرها‏,‏ فكل الأغاني والأفلام والقصص ما هي إلا تهيئة لنا لأن نحب ونحب فعشنا‏(‏ الأغلبية من البنات‏)‏ نضع الهدف الأول لنا وهو أن نجد من نعايشه هذه المشاعر والمظاهر‏,‏ وطبعا مع أولي دقات القلب كنا نستسلم ونعتبره ها قد جاء‏,‏ ويبدأ الطرفان في ممارسة الطقوس المحفوظة في الذاكرة وكذلك الابداع في أشكال الوجد والهيام‏,‏ ولكن سرعان ما يكتشف أي من الطرفين أو كلاهما أن هذه مجرد ممارسات لمشاعر خاوية تقلبت أو تكشفت فينهي العلاقة

أو حتي إذا صادفه الحظ فكانت مشاعره حقيقية‏,‏ وتوجت بعلاقة شرعية من خطبة أو زواج‏,‏ فإن هذا الفوران لابد أن يزول وتهدأ المياه وتأخذ شكلا جديدا يتناسب مع الدوام‏,‏ فالفوران لا يمكن له الدوام وإلا ظل الإنسان يلهث تعبا وراء رشفة استقرار‏..‏ ومع كل الادراك لهذه الحقائق نظل نفتقد هذا الشعور‏(‏ الحب العيالي‏),‏ وتذكرنا به أغنية أو مشهد في فيلم أو تجربة يمر بها أي ممن حولنا‏,‏ فنحن للمسة يد أو كلمة مديح أو تصرف مجنون يخرج من وسط الرزانة وهذا لا يعني أبدا أن نستسلم لأي اغراء خارجي أو حتي الانغلاق حول ذكريات ماضية‏

وانما يكون بمحاولة متوازنة بين قدر من الإشباع لهذه الرغبات قدر المتاح من الظروف عامة وطباع من يشاركوننا‏,‏ وبين محاولة مخاطبة عقولنا ونفوسنا لنتفهم طبيعة تلك المرحلة وتقبل انقضاء بعض الأشياء‏

والاستمتاع بحلول أشياء جديدة وما حدث معي فعلا كان مزيجا من هذا‏,‏ وأنا اختلف مع كاتبة الرسالة في رفضها التحدث مع زوجها لان مبررها في أن ما سيفعله هو بعد الحديث‏(‏ إن نجح‏)‏ لن يكون له مذاق لا يدوم‏,‏ فهي إن نجحت في توصيل رغبتها له دون الإساءة وباسلوب يتقبله كأن لا تبدأ في صورة شكوي وضجر‏,‏ ولكن حوار أصدقاء وعدم التعصب وتقبل استنكاره المبدئي‏,‏ وحث مشاعره لا لومه‏,‏ إن نجحت في هذا فسوف تستمتع جدا بتصرفاته علي مدي طويل‏,‏ وليس مجرد ما بعد الحوار‏,‏ وسوف يخفق أحيانا وستذكره بنفس الأسلوب الهاديء

فاجعليه يتعاطف معك لا مدافعا عن نفسه ولا تلوميه علي أشياء تجول بخاطرك فهو معذور بأعباء الحياة ولا مانع من أن نذكر بعضنا فلا نقسو ونغالي في أن يقوم الآخر بكل واجباته دون تنبيه ومن نفسه‏,‏ حتي لا نحاسب نحن بنفس المنطق‏,‏ وعلي الجانب الآخر أنصحك بالاستمتاع بمشاعر أخري لم نعشها في مرحلة الوجد والهيام كالمشاركة في مداعبة الأبناء‏.‏ أو أن تجديه متقبلا لك وأنت متعبة أو مهملة لنفسك لغرض حمل أو غيره‏,‏ أن يقف بجانبك ولو‏(‏ بطبطبة‏)‏ في موقف قاس لا تخلو الحياة منه‏,‏ وأن تستمتعي بمشاعر الحب من أبنائك كلما كبروا‏..‏

وهكذا الدنيا لا نستسلم لها ولكن نسلم بمقدراتها وناموسها وهذا لا يعني الرضا بالأمر الواقع‏,‏ ولكن يعني تغييره بوعي وموضوعية وواقعية وتقبل للنتائج المتاحة‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق