الأحد، 17 أكتوبر 2010

نداء المجهول من بريد الجمعة

اكتب اليك بعد مرور حوالى 10 شهور كامله على ما شهدته حياتى من تغييرات جوهريه وكانت المناسبه التى اهاجت شجونى ودفعتنى للكتابه اليك هى حلول عيد الفطر المبارك قبل اسابيع وانا فى حال تختلف عنها فى الاعياد السابقه

فانا يا سيدى طبيب شاب ابلغ من العمر 35 عام اعمل اخصائى فى احد فروع الجراحه بإحدى محافظات الجنوب , وتبدا قصتى التى ارويها لك وانا طالب بالثانويه العامه حين تعرفت على احد زملائى بالمدرسه ... وتوثقت الصداقه بيننا , وزرته فى بيته القريب من بيت اسرتى لاول مره لتهنتئته بعيد الفطر فرأيت فى بيته فتاه صغيره تلهو ببالونة اطفال كما يفعل غيرها من الاطفال فى الاعياد , وعرفت منه انها شقيقته الصغيره والوحيده وهى فى الصف السادس الابتدائى انتهيت الزياره وغادرت بيت صديقى وانا لا افكر فى اى شئ سوى هذه الفتاه الصغيره او الطفله التى رايتها عنده ....

تعجبت من امر نفسى بعد ذلك طويلا حين وجدتنى مشغول الخاطر بهذه الفتاه الصغيره التى لا تدرى من امر الدنيا شيئا وحاولت رد نفسى مرارا عن التفكير فيها لانها مجرد طفله وشقيقة صديقى , فإذا بى ازداد مع الايام تعلقا بها وانشغالا بأمرها , اديت امتحان الثانويه العامه والتحقت بكلية الطب , وحصلت هى ايضا على الابتدائيه وانتقلت الى المرحله الاعداديه , وتعلقى بها مازال يغلبنى على امرى , ولا اعبر عنه سوى بالاهتمام البرئ بأمرها وامر دراستها حين ازور صديقى فى بيته , وازداد اقترابى منها تدريجيا , فتعلقت هى
ايضا بى بشده وبإخلاص شديد البراءه , واعترفت لنفسى باننى احب هذه الفتاه الصغيره حبا لا يوصف واننى اريد ان تشاركنى رحلة الحياه " فاصطنعتها " لنفسى وحرصت على ان اغرس فيها كل ما احب من قيم وسلوكيات ووجدت لديها استجابه مخلصه لكل ما اطلبه منها , فاصبحت نموذجا رائعا للانسانه التى اريد ان اقضى معها عمرى كله , حتى الكليه التى التحقت بها كنت انا الذى اخترتها لها ولقى اختيارى منها كل ترحيب , تخرجت انا فى كلية الطب وهى لاتزال فى عامها الجامعى الثانى ومضت الايام بنا سعيد وواعده بكل شئ جميل وتخرجت فتاتى وبعد تفاصيل لاداعى الى ذكرها تزوجنا وضمنى اخيرا عش الزوجيه بالطفله البريئه ...

لقد كنت اتصور حين بدأنا حياتنا الزوجيه اننى اعرف هذه الفتاه كما اعرف جيدا كف يدى , فإذا بالعشره تكشف لى من شخصيتها ما لم اكن اعرفه من قبل من الخصال الجميله والروح العطوف النبيله وطهارة النفس والقلب والسجايا التى يندر وجودها فى هذا الزمان , وفجاه وانا فى قمة سعادتى بها وسلامى النفسى معها خلال شهور الزواج الاولى , وجدتنى اشعر بالقلق والخوف من شئ مجهول لا استطيع تحديده وحاولت تفسير خوفى الغامض بانه الخوف الطبيعى الذى قد يساور الانسان احيانا اذا اكتملت سعادته فخشى عليها الا تدوم او ان يفسدها عليه الكدر ... لكننى لم استسلم لهذا القلق طويلا وان لم اتخلص منه نهائيا , ومضت الايام بى وبطفلتى الجميله التى راقبت عن قرب كل مراحل نموها الجسدى والنفسى الى ان جمعنا عش الزوجيه وبعد عام من الزواج بدأت حبيبتى الوديعه تشعر بالقلق لتأخر الحمل , واجرينا الفحوص اللازمه فثبت خلونا نحن الاثنين من اى موانع للانجاب , ورحت اطمنائها إلى ذلك وساعدها ايمانها القوى وصلتها الوطيده بربها على التسليم بقدرنا , وبعد فتره بدأت تشعر بآلام الحمل وتعانى من مغص وتلقصات غريبه حاولت انا وزملائى الاطباء جاهدين ان نعرف اسبابها بلا جدوى , وبعد 3 شهور من الحمل والمعاناه الرهيبه تبين حمل خارج الرحم وفى الانبوبه اليسرى التى انفجرت كلها مع المبيض وانتهت هذه المشكله باستئصال الانبوبه اليسرى كلها ومعها المبيض الايسر , ومر عام بعد ذلك دون حمل وبدأ القلق يعاود زوجتى فاجرينا لها فحصا اخر فتبين ان الانبوبه اليمنى حدث بها التصاقات بسبب جراحه للزائده الدوديه اجريت لها بعد 3 شهور من الزواج, ولكى يحدث الحمل فلابد ان تكون هذه الانبوبه حره وكان الحل الذى اقترحه زميل لى ان نجرى جراحه لتسليك تلك الانبوبه وانا اعرف جيدا ان اى جراحه سوف تعيد الالتصاقات مره اخرى فضلا عن ان الامل فى الحمل لن يزيد عن 1 % فلماذا اعذبها بالجراحه , لقد اتخذت قرارى كزوج وطبيب وطلبت من زوجتى ان تدعها من الاطباء ......
وتسلم امرها لخالقها وحده واقسمت لها بربى ودينى ان الله سوف يعطيها ما تتمناه وينعم عليها , لان ايمانها بربها عميق ومتين , ولانها ممن ينطبق عليهم قول احد الصالحين رضوان الله عليهم " ان لله عبادا إذا ارادوا أراد " ....

وسلمت زوجتى لارادتى فى هذا الامر عن اقتناع وحب وبعد حوالى 3 شهور كنت بالبيت معها فى المساء وبدأت استعد للنوم فاذا بها تقول لى ان الدوره الشهريه قد تاخرت عنها يومين واذ بى اجد نفسى اقول لها بكل ثقه : انتى حامل !!

ثم اويت الى فراشى واستيقظت لصلاة الفجر بدون منبه كعادتى فلم اجد زوجتى بجوارى , ثم وجدتها فى غرفه اخرى تبكى وفزعت عندما رايتها وسالتها عن السبب فقالت انها تظن اننى اسخر منها حينما قلت انها حامل واذا كنت ارغب فى الزواج من اخرى فهى لن تعترض ولن تحرمنى
اقسمت لها ان هذا لم يكن فى بالى واقسمت لها على سلامة نيتى واتفقت معها الا نتحدث فى امر الحمل لمدة 4 اشهر حتى لو علت بطنها امامى بالحمل فرجعت زوجتى الى صفائها وقمنا وصلينا الفجر معا , ومضى شهر اخر فإذا هى تشعر باعراض الحمل ولكننا لم نتحدث في هذا الامر كما اتفقنا وبعد مرور ال 4 اشهر قمنا بعمل الفحوصات وتاكدنا ان الحمل طبيعى ولن اصف لك مقدار سعادتها وكانها تقول لى اننى صدقتها البشر

مضت ايام الحمل بسلام ورزقنا الله بطفل جميل اسميناه " احمد " وغردت طيور البهجه اكثر واكثر فى منزلنا , وبعد مرور 8 اشهر فقط بدأت تشتكى زوجتى من اعراض حمل مره اخرى ولم اندهش لذلك رغم ضآلة احتمالات الحمل لان من يتوكل على الله فهو حسبه ولانها تعرف حق ربها , ومضت شهور الحمل الثانى ورزقنا الله بمولوده اسميناها اشرقت , واصبحت طفلتى الصغيره التى كانت تلهو ببالونه اما لطفلين جميليين , وتقدم احمد فى العمر حتى اكمل عامه الثالث وتجاوزت اشرقت عامها الاول ببضعة ايام , ثم رجعت من عملى فى الظهر ذات يوم منذ حوالى عامين , فإذا بزوجنى تشتكى من الم عارض فى بطنها فلم اتوقف طويلا امام هذه الشكوى العابره وكنت مرهقا وجائعا فطلبت منها الغداء اولا , وتناولات الغداء ثم خلدت الى النوم , ثم نهضت من نومى على عجل لكى الحق بالعياده , وفى المساء عندما عدت كررت زوجتى نفس الشكوى فما ان القيت اول نظره عليها حتى انقبض صدرى وارتبكت ... شعرت ان هناك شئ غير عادى وإذا اتمتم بكلام غير مسموع " إنا لله وإنا إليه راجعون " وشعرت ان زوجتى تواجه المجهول الذى ساورنى فى يوم من الايام .... لم تسمع زوجتى ما قلت لكنى لم استطع ان اخفى اضطرابى عنها وقلقى عليها وراحت تهدئنى , وتقول لى ان الامر بسيط ولا يحتاج كل هذا القلق لكن هيهات ان تنجح فى ذلك , ولن استطرد طويلا فى التفاصيل فلقد اجرينا التحاليل والفحوصات وكل ما يخطر على بالك وجاءت النتائج كلها تؤكد ما شعرت به .........

طرقنا كل الابواب وطلبنا كل الوسائل وحينما تاكد لى فى النهايه ان الامر قد حسم , جلست الى زوجتى وقلت لها بصوت هادئ وقلب حزين : يا حبيبة القلب ان امرك الان فيه قولان لا ثالث لهما ...فإما ان يمن الله علينا بمعجزه من عنده وليست على الله بكثير ولا على مثلك ايضا بمستبعده , وإما ان يكون الله قد قضى امرا لن يطول اكثر من ايام قليله وعلينا ان نتقبله بثبات ونسلم به راضيين !.... هل تتهمنى بالقسوه حين فعلت ذلك ؟.... اننى لم اكن قاسيا وحاشيا ان اكون قاسيا معها وهى قرة عينى منذ طفولتها , لكننى كنت قد عرفت عمق ايمانها وصلابتها ورضاها بكل ما يقدره عليها ولها الحق تبارك وتعالى , وقد اجابتنى حينما قلت لها ذلك انها قد استراحت الان فقط وانها راضيه بما اراده الله لها لانه سبحانه قد حقق لها كل ما تمنت ولم تعد تريد من الدنيا شئ الا ان ارعى ولديها منها بعد الرحيل ......
وبعد جلسة المصارحه هذه بأيام قليله أسلمت قرة عينى وحبيبتى الروح وهى بين ذراعى ولم تكمل بعد ال 28 عاما من عمرها ومنذ رحلت عنى زوجتى قبل 10 شهور وأنا اعيش على ذكراها وأرعى طفلى منها حق الرعايه كما أوصتنى بذلك , ورضيت بما قدره الله لى ودعوته اناء الليل واطراف النهار ان يجيرنى فى مصيبتى ويخلفنى عنها خيراً

رغم قوة ايمانى الا اننى ادعو الله ان يثبته ويزيدنى منه الا ان منظرا واحدا من صور حياتى مع شريكة عمرى فى الايام الاخيره مازال يلاحقنى ... فأضعف امامه وتنساب دموعى ويتهمنى البعض بعدم الصبر , وهو منظرها حين ساءت حالتها فى ايامها الاخيره حين كانت تنتقل بين غرفة النوم وغرفة الاولاد لتنام هنا او هناك وكان كل ما يشغلها فى ذلك هو قالب الطول اللبن الطاهر الذى كان تتيم به قبل الصلاه , ومازال منظرها وهى تحمله بين يديها وتمشى ببطء واعياء من مكان لمكان محفور فى مخيلتى ويلاحقنى فى كل لحظه ويسيل دموعى رحمها الله ...

لست اشكو اليك فجيعتى فيمن احببت وسكنت اليها اجمل سنوات العمر , او اشكو اليك اقدارى وحاشاى ان افعل ذلك لكننى اكتب اليك لاننى اعتبر نفسى صديقا لك على الورق منذ سنوات طويله , وكذلك كانت قرة عينى وحبيبة القلب , وقد كنا نتبادل الحديث عن بابك ونتأمل احوال الدنيا والبشر ونشعر وكأننا نعرفك وتعرفنا , وانى اشعر الان من حقى عليك ان اترقب منك مشاركتى فى احزانى والآمى ......
فهل هذا كثير على يا سيدى ؟؟؟

ولكاتب هذه الرساله اقول :
من حقك على بكل تأكيد وأكثر يا صديقى , ومن واجبى أيضاً أن أشاركك بعض أحزانك وأن أخفف عنك قدر جهدى ..
فلاشئ يؤلم كالحب كما يقولون , وليس هناك ما هو اشد ايلاما منه سوى ان تفقده ! كما فقدت انت شريكة احلامك وصباك وايامك فى هذه الظروف المؤلمه , غير انه لامفر فى النهايه من ان اكرر عليك ماسبق ان قلته مرارا للمحزونين من امثالك من ( ان من نحبهم لا يموتون حقا حين يواريهم الثرى , وانما يموتون بالفعل حين نناسهم ) كما يقول لان الاديب الفرنسى .... ونحن لاننسى من نحبهم حقا ولو غادرونا الى العالم الاخر وهم احياء دائما فى قلوبنا وترافقنا اطيافنا فى مسراتنا من بعدهم واحزاننا , فنتمنى لو كانوا معنا فشاركونا افراحنا وسعدوا معنا , او شاركونا احزاننا وتساندنا وهكذا فهم لا ينقطعون عنا ولا ننقطع عنهم وان غابوا عن انظارنا او تفرقت بنا السبل
ومن حق كل انسان ان " يرعى حزنه الخاص " لفتره كافيه على حد تعبير شاعر الهند طاغور , لكنه من واجبه ايضا تجاه نفسه وتجاه الحياه الا تكون هذه الفتره ابديه ولا اطول مما ينبغى , لان نهر الحياه لابد ان يجرى رغم كل الاحزان فى طريقه المرسوم , ولان ما كان حزنا بالامس .... ينبغى له ان يكون سلاما بعد حين

وهذا السلام هو جائزة الصابرين والراضيين بقضاء الله وقدره , والمكافأه السخيه التى يحصل عليها من يظفر بهذا السلام الداخلى هو ألا تقوى على زعزعة سلامه اى عاصفه من عواصف الحياه مهما رافقها من احزان
ومن بعض السلوى ان نتذكر بامتنان للخالق الوهاب لا بالحسره الايام الجميله التى نعمنا فيها بالسعاده والامان وراحة القلب ,وان نعتبرها زادا نفسيا يعيننا على تحمل ايام العناء , وعمر الانسان فى النهايه انما يقاس حقا بمساحة السعاده الحقيقيه فى حياته وليس بمساحة السنين .
ولقد كان الرسام الايطالى الكبير موديليانى يقول : اتمنى ان احيا حياه قصيره بشرط ان تكون حافله , وبهذا المفهوم فلربما كانت زوجتك الراحله رحمها الله قد عاشت عمرا من السعاده لم يحظ به بعض من طالت بهم رحلة الايام ... بل ولعل البدايه المبكره لقصتك معها وهى ما زالت طفله صغيره تلهو لهو الاطفال فى العيد , كانت ارهاصا قدريا بان تبدأ السعاده فى حياتها مبكره , لان رحلة الايام لن تطول بها او ربما لان الملائكه من مثيلاتها انما تطوف الارض طوافا عابرا ولا تقيم وإلا فكيف تفسر لى ان يقع شاب مثلك فى هوى طفله صغيره ويعيش معها قصة حب برئ طويله قبل ان يحتويهما عش الزوجيه السعيد 5 او 6 سنوات هانئه , إلا كان ذلك إرهاصاً قدريا بتبكير البدايات إيذاناً باقتراب النهايات القدريه ؟؟؟
لهذا فلقد كانت صادقه فى مشاعرها حين قالت لك انها راضيه باقدراها وانها قد نالت من الحياه كل ما تشتهى من سعاده , ولا بأس يحين وقت الرحيل .
اما اضطرابك وتمتك بالآيه الكريمه لا اراديا حين القيت نظرتك الاولى على بطنها , فما كان ذلك علم بالطب او خبره بقدر ما كان عن شفافيه قد يخص الله بها بعضا من عباده المتقين , واحساس باطنى غير مفهموم بان السعاده لن تطول , ولعل هذه الشفافيه نفسها هتى التى انذرتك للاسف انذرا مبكرا فى شهور الزواج الاولى بأن " لكل شئ اذا ما تم نقصان " كما يقول الشاعر العربى , ولعلها هى ايضا هى التى هدتك بحس المحب العطوف لان ترفض تعريض زوجتك لالام جراحات متواليه غير مضمونة النتائج جريا وراء امل النجاب , ثم لان تبشرها بعد ذلك بالحمل قبل ان يلوح فى الافق طيف البشير , فإذا كنت قد اعتمدت على إيمانها بربها وحسن صلتها به فى مصارحتك المؤلمه لها بما يشق على كل إنسان ان يسمعه فى مثل هذه الظروف , فلقد كان هذا هو اختيارك الذى اطمأن اليه قلبك وهو اختيار يؤمن به الاطباء فى الغرب , ونكرهه نحن هنا ونشفق منه على احبائنا وعلى كل انسان من ان يطلعه احد مهما كانت اسبابه على ما حجبه الله سبحانه وتعالى عنه رحمة به ...
لكن ما مضى قد مضى ولم يبق الان إلا التحمل وتضميد الجراح وحصر الخسائر , وجرح الشباب سريع الالتئام يا صديقى كما يقولون , على خلاف جراح الشيوخ بطيئة الشفاء , فلا بأس إذن بدموعك التى ترق لمنظر زوجتك التقيه وهى تحمل قالب الطوب فى ايامها الاخيره , فمن اجل مثل هذه الفتاه الطيبه ينبغى حقا ان تسيل الدموع ....
والدمع لا يكتم غالبا ما قد ينجح اللسان احيانا فى كتمانه , والشاعر العربى العباس بن الاحنف يقول

لاجزى الله دمع عينى خيرا
وجزى الله كل خير لسانى
نم دمعى فليس يكتم شيئا
ووجدت اللسان ذا كتمان
فلا بأس اذن ان تدمع عيناك لذكرى هذه الفتاه الطيبه وان تترجم وفاءك لها برعاية طفليك منها وبان تحمل لزوجتك الراحله ومهما طال العمر اجمل الذكرى وارق المشاعر
فقر أنت عينا .... بما نالت زوجتك من جوائز الدنيا والاخره , وامض فى طريقك مشاركا فى مباراة الحياه ... ومتشاغلا بسباقها وشئونها وشئون طفليك عن كل الاحزان ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق