الأحد، 17 أكتوبر 2010

الشريكة من بريد الجمعة

تقضى الظروف على الانسان احيانا ان يفعل بعض الأشياء بالنسبة لى كتابة الرسائل ومع ذلك فلقد وجدت نفسى اكتب اليك لأنى اعانى من مشكلة خاصة تندرج تحت نفس البند.. بند الأشياء التى يقدم عليها الانسان مضطرا فيدفع الثمن احيانا من نفسه وكرامته وسعادته.




والقصة من البداية ياسيدى اننى محاسب عمرى 40 سنة تخرجت فى كليتى منذ 17 سنة .. وارتبطت خلال دراسى فيها بزميلة لى قررنا منذ الأيام الأولى التى تعارفنا فيها ان يكون كل منا للآخر مهما كانت العقبات وكانت هى فتاة جميلة رقيقة من هؤلاء الفتيات اللاتى يشعن السكينة والهدوء فى نفسك حين تقترب منهم. فوجهها مريح جدا وتحس بطيبتها فى أى تعامل معها. وكانت وحيدة ابويها مع شقيق واحد وبعد الشهور الأولى من تفاهمنا اصطحبتنى معها الى بيتها لتقدمنى لأسرتها.. وقابلت أباها فأسرنى بشخصيته من اللحظة الأولى اما امها فلقد وجدتها الأصل الناضج لصورة حبيبتى الرائعة.

أما شقيقها فلقد أحسست حين التقيت به بأنى كسبا شقيقا لى فى الحياة وانا المحروم من الاشقاء والشقيقات. وبعد زيارتى الأولى لهم اصطحبت خالى..لأنى ييتم الأب والأم منذ صغرى وخطبت حبيبتى من أسرتها وكنا وقتها فى السنة الثالثة بكلية التجارة وحصلنا على البكالوريوس بتفوق وعينا فى شركتين مختلفتين من شركات القطاع العام فسعيت حتى نقلتها الى الشركة التى أعمل بها وبواسطة الأب وجدنا عملا اضافيا فى احد مكاتب المراجعة الكبيرة وبعد عامين فقط كنا قد بنينا عش الزوجية وانتقلنا اليه و مضت سنواتنا هادئة نخرج الى العمل الحكومى فى الصباح ونعود الى البيت ظهرا ثم نخرج الى العمل الاضافى 4 ايام كل أسبوع وتقضى أيام الاجازات مع اسرتها او مع أسرة خالى ونخطف أياما كل صيف نقضيها على الشاطىء ونتمتع بكل لحظة فى حياتنا.

وجاء ابنى الأكبر "وليد" بعد عامين من الزواج فسعدنا به ثم جاءت ابنتنا "مروة" بعد عامين آخرين فازدادت بها سعادتنا. وكنا فى هذه الأثناء قد ترقينا فى عملنا.. وأصبح ما نتقاضاه من مرتب ومكافآت وأجر عن العمل الاضافى الخاص يسمح لنا بشراء سيارة فاشترينا سيارة سيات صغيرة نركبها كلنا فى الصباح فنذهب الى مدرسة وليد ومروة لنتركهما فيها ثم نتجه الى عملنا، وبعد سنوات قررنا ان نستقيل من العمل الحكومى وان نفتح مكتبا خاصا للمحاسبة وباعت شريكتى كل ما تملك من ذهب وبعت أنا بضعة قراريط من الأرض كانت قد تبقت لى من ميراثى واستأجرنا مكتبا صغيرا وبدأنا تجربة العمل الحر معا شريكين فى العمل كما نحن شريكان فى الحياة ونظمنا العمل بحيث اقوم بمعظمه لتجد زوجتى الى جانب عملها فرصة للعناية بالأبناء وبيتى وزاد دخلنا واستطعنا بعد فترة قصيرة ان نشترى سيارة 132 ومضت الحياة هادئة سعيدة لا خلاف ولا مشاكل و زوجتى هى الفتاة التى عرفتها فى الجامعة هادئة مريحة متفهمة للحياة.. لكنى بعد فترة بدأت الاحظ عليها انها مهمومة بشىء لا أعرفه وتعجبت من ذلك لأن حياتنا معا كانت كتابا مفتوحا للآخر يقرأ فيه كل سطوره.. وسألتها عما بها فتهربت من الاجابة.

وألححت عليها فطلبت ان ادعها لفترة قبل ان تقول لى ما أريد.. وتركتها مضطرا وتألمت جدا لها وتصورت أنها غضبى من احد افراد أسرتها ولا تريد ان تصارحنى بذلك فسكت لكنى لاحظت ان همومها استمرت وان السكينة التى كانت تشيع فى وجهها قد اختفت الى الأبد وحبت محلها نظرة قلقة حزينة دائما. وسألتها مرة اخرى فوعدتنى بأن تخبرنى بالأمر بعد ايام، واستمرت ساهمة حزينة. وذات صباح نهضت من فراشى بغير ان تغمض عيناى لحظة واحدة فقررت أمرا. كنت قد لاحظت فى الفترة الماضية انها تخرج بين حين وآخر فى الصباح وحدها وتعود قبل الظهر وتخبرنى فى كل مرة أنها احست بالضيق وهى وحيدة والأولاد فى المدرسة وأنا فى المكتب فقررت ان تروح عن نفسها بالمشى لمدة ساعة. وكنت أصدقها بالطبع لأنى ل يمكن ان يخامرنى فيها أى شك. وعندما قررت هذا الأمر فى ذلك الصباح لم أكن أشك فيها لحظة لكنى كنت فقط اريد ان اعرف ماذا يشغلها لكى اساعدها فى اجتيازه.

وبعد توصيلى للأولاد الى المدرسة عدت الى شارعنا ووقفت بسيارتى فى مكان بعيد وكانت قد اخبرتنى بنيتها فى الخروج ذلك الصباح ومضت ساعة قبل ان اراها قادمة الى الشارع العمومى لتركب سيارة تاكسى .. وركبت التاكسى فتبعتها وقلبى يخفق بالألم.. هل يمكن ان تكون حبيبتى خاطئة؟ لا.. لا يمكن حتى لو شاهدت بعينى ذلك ومضت سيارة التاكسى فى زحام القاهرة وأنا خلفها بسيارتى ومضت الدقائق ثقيلة ثم وقفت سيارة التاكسى امام مبنى لا اريد ان احدده لكيلا اوذى مشاعر احد آخر من المعذبين ونزلت زوجتى ثم دخلته وأسرعت لأنزل من سيارتى واتجه الى المبنى فصدمتنى اللوحة التى يحملها على واجهته.. لقد كان احد المراكز الطبية المتخصصة فى علاج مرض خطير وتعجبت ايضا لماذا تدخله ثم اقتربت من البواب وسألته عن السيدة التى دخلت منذ لحظات هل هى طبيبة.. فقال لى بفتور..لا أنها احدى المريضات المنتظمات فى العلاج وتأتى الى المركز مرتين كل أسبوع! ودارت بى الأرض حتى كدت أسقط من طولى وأسرعت الى الداخل بخطوات متعثرة فوجدتها جالسة تنتظر دورها فى الممر هادئة مستسلمة كعهدها دائما وتقدت اليها ببطء الى ان وقفت امامها وحزن الدنيا فى قلبى.. كأنى قد كبرت فجأة عشرين سنة.. وأحست بى فرفعت رأسها لترى من القادم فرأتنى .. ولم تفزع.. وأنما استقرت نظرتها الحزينة على ووجهى لحظات ثم بدأت الدموع تنسال من عينيها فى نفس اللحظة التى كانت دموعى فيها تسيل بغزارة امام المرضى والممرضات.. ولم أقل شيئا ولم تقل شيئا وانما جلست بجوارها محطما وهى تبكى وأنا ابكى.. ومريضة رقيقة المشاعر كانت تجلس بالقرب منها رأت المشهد من أوله وفهمته فراحت تبكى ايضا فى صمت.. وتشاركنا بدموعها هذه اللحظة.

سكت طويلا وحين تكلمت كانت الكلمات الوحيدة التى خرجت من فمى لها هى "احنا اتشاركنا فى كل حاجة فى الدنيا من اول يوم.. لية ماشاركتنيش فى ده كمان؟ فلم تزد عن ان امسكت يدى وراحت تضغط عليها وهى تجفف دموعها.. ثم جاءت الممرضة تستدعيها فهممت بأن ادخل معها فرفضت ثم دخلت وحدها وعادت بعد فترة متعبة مرهقة، وانصرفنا.. وفى سيارتى جلسنا فرفضت ان ادير المحرك قبل ان تتكلم فتكلمت وروت لى القصة كاملة من اللحظة التى شكت فيها من بعض الأعراض فاستشارت أمها فعرضتها على طبيب متخصص الى اللحظة التى اكدت فيها الفحوص حالتها المرضية، وقالت لى انها رأت ان تجنبنى العذاب فى وقت مبكر، وان تبعدنى عنه أطول مدة ممكنة لكيلا تفسد حياتى الى ان اعرف فى الوقت المناسب ولم اطيل فى التفاصيل.. لكنى اقول لك اننى من هذه اللحظة اليمة اعتبرت هدف حياتى الوحيد هو انقاذها واسعادها وتوفير كل ما استطيع من الراحة لها .. سحبت كل مدخراتى من البنك ووضعتها تحت قدميها وقلت لها أنى سأبيع بدلتى لكى تعود اليها ابتسامتها الصافية كأيام زمان، ولست احتاج الى ان اقول لك انى فعلت كل ما استطيع وكل ما اقدر عليه فى الداخل والخارج لكننا لا نملك رد القضاء .. انسحبت الشريكة الغالية الرقيقة من شركة عمرى وحبى وسعادتى وعملى فى هدوء وفى أسف كأنها حزينة لأنها ازعجتنى بهذه الآلام!

اننى لا اكتب اليك لأنعى لك حبى وحياتى لأنى بكيتها بدم قلبى حتى جفت دموعى وحزنت عليها كثيرا.. بل "وزعلت" منها فى بعض الأحيان لأنها انسحبت من شركتنا السعيدة وتركتنى لأواجه الحياة وحدى.. واواجه مصيرى مع ابنينا بعد ان اصبح وليد فى السابعة ومروة فى الخامسة وعقب الرحيل احتضنهما جدهما وجدتهما لفترة طويلة وحين بدأت الدراسة أستأذنتهما فى استرجاعهما لأنى لا اطيق البعد عنهما خاصة مروة التى ارى فى وجهها وهدوئها صورة شريكتى الراحلة و أصبحت حياتى موزعة بين البيت والمكتب وأمضى الساعات الطويلة معهما احاول تعويضهما عما حرما منه وقد جربت الوحدة و اجترار الذكريات واسترجاع انفاس زوجتى فى كل موضع من الشقة.. ورضيت بمصيرى وقررت ان اكرس حياتى لرعاية ابنى وبنتى الى ان يكبرا وبعدها فليفعل الله مايشاء، ومضت الشهور ثقيلة بطيئة الى ان اكتمل العام على رحيلها وذات يوم كنت فى بيت صهرى لأصحب اولادى الى البيت فقال لى صهرى انه يريد ان يكلمنى فى أمر هام، ثم انتحى بى جانبا وقال: انت لا تحتاج لأن اقول لك انك منذ اليوم الذى دخلت فيه بيتى وانا اعتبرك ابنا ثالثا لى ولقد فكرت انا وزوجتى طويلا فى ظروفك وانتهينا الى انك لابد ان تتزوج فى يوم من الايام ولو بعد عدة سنين ونحن الآن فى اخريات حياتنا ولا نريد ان نترك حفيدينا تحت رحمة من لا نعرفه .. لذلك فقد قررنا اذا وافقت ان نساعدك فى اختيار زوجة نثق فى رحمتها وخلقها لتكون أما ثانية لابنيك وسكنا لك فتطمئن قلوبنا عليكم جميعا، فما رأيك؟

كان الحديث مفاجأة شديدة لى.. فلم أستطع جوابا وبعد ايام عاد الى نفس الحديث مؤكدا لى ان هذا هو نفس ما كان سيفعله لو ان ابنه الوحيد قد واجه هذه الظروف الأليمة و فوضتهما فى امرى بعد الحاح شديد ممزوج بدموعهما وبعد اسابيع عرضا على احدى قريباتهما من ناحية الأم وهى مدرسة قاربت الثلاثين متوسطة الجمال ولن اقول لك كم عانيت لكى اقبل فكرة ان تحل اخرى محل شريكتى الراحلة.. ولا كم عانيت كلما تصورت ان ابنى وابنتى سوف تضطرهما الظروف لأن يعيشا تحت رعاية من لا تحمل لهما مشاعر الأمومة الطبيعية.. لكنى استسلمت للأمر الواقع وقلت لنفسى هاهى فتاة تقبلنى "بعيبى" فلم لا اقبلها أنا ايضا؟ .. وعند هذه النقطة تبدأ مشكلتى الحالية ياسيدى.. فلقد قرأت فى بريدك ذات مرة رسالة لطبيب شاب مطلق يشكو اليك من نظرة الفتيات اليه وخوفهن منه مما دفع اكثر من واحدة تقدم اليها و ارتبط بها الى رفض الزواج منه لأنه مطلق ..أى صاحب سوابق فى الزواج مما يعيبه فى نظرهن لذلك أردت ان اضيف الى خبرتك بالحياة شيئا جديدا لم تتناوله رسائل قرائك المعذبين من قبل، فأقول لك ان متاعب المطلق تهون الى جوار متاعب الأرمل ذى الأطفال الصغار!

فالأرملة ذات الأطفال قد تجد رجلا متوسط العمر لأنها هى التى سترعى ابناءها وتتحمل مسئوليتهم اما الأرمل وله أطفال فهو مأساة حقيقيى لأن الزوجة ترفض غالبا مسؤلية رعاية ابناء غيرها خاصة الصغار منهم ممن يحتاجون الى صبر واحتمال ولقد علمت بعد فوات الأوان ان صهرى الطيب قد عرضنى على جميع فتيات الأسرة ممن لم يتزوجن وبعضهن مطللقات فرفضننى جميعا لأن عندى اولادا صغارا كما ان الفتاة التى قبلتنى "بعيبى" لم تستطع لحظة ان تنسى هذا "العيب" فى كل تعاملها معى ففى الخطوات الأولية من الزواج كانت مطالبها مضاعفة ومغالى فيها بطريقة غير معقولة حتى بالنسبة لفتاة صغيرة.. فلماذا استفسرت او ناقشت قيل لى: معلهش , ان ما دفعته لها من هدايا ومهر لو عرضتها على شريكتى الأولى لاتهمتنى بالجنون والسفه ورفضتها.. واكتشفت ان على دائما ان اقبل كل ما تريد وألا أرفض لها طلبا "لأنى معيب" وعند اول بادرة خلاف لا دخل فى فيه تغضب وتذهب الى بيت اسرتها "لترتاح من هم الأولاد" ويقال لى اذهب صالحها لأنها متحملة اولادك! وهى فى الواقع الأمر تضيق بأى لمسة شقاوة منهما وكأن المفروض عليهما ان يتعاملا معها بحكمة الشيوخ لمجرد ان الحياة قد حرمتهما من أمهما..وكلما ضاق صدرى تذكرت شريكتى الراحلة التى عاشت معى 12 عاما كالنسمة الرقيقة، انى اكتب اليك الآن وزوجتى الجديدة "غضبى" للمرة الثالثة خلال فترة زواج لم تزد على عام وقد رفضت هذه المرة ان اذهب اليها لأنه لا ذنب لى فى ان ابنتى التى لم تكمل السابعة من عمرها قد قالت لها خلال غيابى انها لا تحبها وانما تحب ماما.. أى امها الحقيقيى وأسأل نفسى هل اخطأت حين قبلت اقتراح صهرى وجد اولادى بلزواج .. أم اخطأ هو حين تصور ان هناك من سيرحم احفاده بعد ابنته.

ولكاتب هذه الرسالةالحزينة اقول:

لا ياصديقى لم تخطىء.. ولم يخطىء صهرك العظيم الذى يفيض قلبه حبا لك وللبشر كلهم رغم فجيعته فى ابنته الوحيدة، وانما اخطأت الظروف الأليمة التى امتحنتك بهذه المحنة، والمرء لا يملك من أمر نفسه الكثير و لا هو بقادر علىان يختار لنفسه الحياة التى يتمناها فى كل وقت لأن هناك دائما ظروفا اقوى منه كهذه الظروف الحزينة التى فضت شركة العمر الجميلة بينك وبين زوجتك الراحلة.. فاعف نفسك ياصديقى من اى لوم .. واعف صهرك النبيل الذى اهعجت كثيرا بشخصيته وواقعيته وتجرده من الانانية أيضا وتعامل مع الأمر فى حدوده الحالية.. وهى مشكلة الزوجة الجديدة التى لم تتكيف بعد مع ظروف حياتك واسمح لى بأن اخطابها مباشرة فأقول لها:
ياسيدتى ليس من الرحمة ان يحاسب الانسان غيره على مالا حيلة له فيه، وأنت بهجرك لبيتك تحاسبين زوجك على اقدار لم يخترها لنفسه، وتنسين انه فى النهاية أب لطفلين لا يستطيعان ان يتحكما فى مشاعرهما الطفولية الساذجة، ولقد قبلت من البداية ان تكونى الأم الثانية لطفليه وفرضت شروطك المتشددة عليه وقبل بها ومن واجبك ان تؤدى الأمانة التى رضيت بها وتضمدى جراحه لتساعديه على ان يسعدك ويحقق لك كل ما تتمنينه انه شاب أمين، ينبغى ان تحرصى عليه، اذا ما كان اسهل عليه من ان يترك طفلية فى رعاية جدتهما تم ينطلق هو فى الحياة على هواه يفعل ما يريد لكنه شاب جاد لم يعرف العبث وتاريخه مع زوجته الراحلة وكفاحه فى الحياة يؤكدان ذلك ومثل زوجك هذا ياسيدتى يكون احرص عليك من غيره لأنه يحتاج الى مرتين مرة لابنيه ومرة لنفسه .. فلا تجعلى من حاجتك اليك فرصة لابتزازه نفسيا عاطفيا كما تفعلين الآن.. وتذكرى دائما ان خير الناس اعذرهم للناس وان الحياة ديون ياعزيزتى فاذا اسائنا لغيرنا الآن واحتملونا لأسباب لا نقدرها فلربما اقتصت منا الحياة من حيث لا ندرى ولا نحتب والحياة كفيلة بان تعلم الانسان الا يغتر بصحة او مال او شباب او جمال فلا شىء يخفف من وحشة الانسان فى النهاية ياسيدتى سوى الروابط الانسانية العميقة .

والانسان قادر دائما على التكيف مع ظروفه.. وقادر دائما على ان يستشعر السعادة فى اية ظروف يوطن نفسه على الرضا بها.. والعقلاء يقولون دائما اذا لم يوطن نفسه على الرضا بها..والعقلاء يقولون دائما اذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.. تكتشف جماله. واننى لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.. تكتشف جماله .. وأننى لا اريد ان اجرح شعورك فاذكرك ببعض ظروفك التى حذفتها من هذه الرسالة والتى تجعل من زواجك بهذا الزوج الممتاز املا لم تكونى لتطمحى اليه .. لولا ان شاء الله . فتذكرى ذلك.. وتذكرى ان الحياة شلال يصب المياه بلا انقطاع وانك اذا استمريت هذه الحال فلن تكون نهاية الدنيا وربما كنت الخاسرة فى النهاية فلم لا تضيقين الى رصيدك عنده الكثير بعودتك اليه مختارة هذه المرة وبلا انتظار لأن يسعى اليك؟ الا تعرفين ياسيدتى انك تكسبين خير الدنيا والآخرة بحسن رعايتك لهذين الطفلين المحرومين من حنان الأم؟
كما انك المدرسة التى تعرف الكثير عن شقاوات الأطفال البريئة.. وعن مشاعرهم ايضا.. فلم لا تستخدمين خبرتك معهما فتكسبى قلبيهما الصغيرين وتكسبى قلب ابيهما؟ انها مهمة ليست صعبة.. لو اعتبرتها امتحانا لارادتك وكفاءتك وشخصيتك كزوجة وام لهذين الطفلين .. وانت لم تخوضى التجربة جديا حتى الآن لأنك اسرعت بالفرار مع كل لمحة خلاف فى الأفق.. ولو عدت وصمدت قليلا فسوف تنجحين فى الفوز بقلوب زوجك وطفليه وبقلوب كل من حولك واحترامهم ايضا.. فماذا تنتظرين؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق